شرح الحديث 82_83 من كتاب الأدب المفرد


43- باب فضل من عال ابنته المردودة


82 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ. وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ. وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ. وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ، فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ»

[قال الشيخ الألباني : صحيح]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (ثقة : ت 224 هـ ):

حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي: أبو العباس بن أبى حيوة الحمصي، روى له:  خ د ت ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء : ت 197 هـ):

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاعي الحميري الميتمي[1]، أبو يحمد الحمصي، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له:  خت م د ت س ق

 

عَنْ بَحِيرٍ (ثقة ثبت):

بَحِيْرُ بْنُ سعد السَّحولي الكلاعي، أبو خالد الحمصي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له :  بخ د ت س ق / عخ 

 

عَنْ خَالِدٍ (ثقة عابد : ت 103 هـ):

خالد بن معدان بن أبى كرب الكلاعى ، أبو عبد الله الشامى الحمصى، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

رتبته عند ابن حجر :  ثقة عابد يرسل كثيرا

 

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ (ت 87 هـ بـ الشام):

"المقدام بن معدى كرب بن عمرو الكندى الحمصي: أبو كريمة، صحابى جليل، روى له :  خ د ت س ق

                

نص الحديث:

 

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«مَا أَطْعَمْتَ نَفْسَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ وَلَدَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ زَوْجَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَمَا أَطْعَمْتَ خَادِمَكَ فَهُوَ لَكَ صَدَقَةٌ»

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 42) (رقم: 82)، والنسائي في السنن الكبرى (8/ 271 و 8/ 278) (رقم: 9141 و 9160)، وابن ماجه في سننه (2/ 723) (رقم: 2138)، وغيرهم.

 

وقال المناوي _رحمه الله_ في "فيض القدير" (5/ 423):

"قال القرطبي:

أفاد منطوقه أن الأجر في الإنفاق إنما يحصل بقصد القربة سواء كانت واجبة أو مباحة،

وأفاد مفهومه أن من لم يقصد القربة لا يؤجر، لكن تبرأ ذمته من النفقة الواجبة، لأنها معقولة المعنى، وأطلق الصدقة على النفقة مجازا، والمراد بها: الأجر.

والقرينة الصارفة عن الحقيقة الإجماع على جواز النفقة على الزوجة الهاشمية التي حرمت عليها الصدقة." اهـ

 

وقال محمد لقمان السلفي _حفظه الله_ في "رش البرد" (ص ٦٣):

"فقه الحديث:

1_ إن الإنسان يثاب على النفقة الواجبة عليه كثواب الصدقة لأنه ينوي بها التقرب إلى الله وامتثال أمره .

٢_ يجب على الإنسان الإنفاق على زوجته وأولاده ومملوكه وغيرهم الذين تجب عليه نفقتهم .

 

وقال زيد بن محمد المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ١٠٤_105):

"في هـذا الحديث بيان لفضل الله المديد على المسلمين والمسلمات، وذلك أن ما أطعمت نفسـك الـذي لا تستغني عنه من الطعام والشراب، إلا كتب الله لك فيه الأجـر.

لـم؟ لأنك تنوي أن تتقوى به على فعل الطاعة، وبدون أن تطعم أي تأكل وتشرب بدون ذلك لا تستطيع أن تقوم بواجب ولا مفروض ولا مستحب، سنة الله في خلقه، لابد من الأسباب،

وانظر إلى مدى رحمة الله وفضله، الله عزوجل يرزقك فتأكل أنت وأبناؤك والزوجة والأب والأم والقريب والبعيد،

كل من أكل من كسـب يدك لك فيه أجر، ويعتبر صدقة منك على نفسـك وعلى أهلك، وكـل مـن طـعـم من طعامك كتب الله لك فيه الأجر،

وهذا يحتاج منا إلى الاحتساب، تحتسـب وتنوي نية عامة أن كل ما أكلت وشربت واكتسيت وسكنت وركبت تحتسب فيه الاستعانة على طاعة الله، وتحتسب فيه الأجر عند الله عز وجل، سـواء أكلت أنت أو مـن تحت يدك أو من سهل الله له طعاما من طعامك،

كل ذلك مكتوب لك في صحيفة الحسنات، ولا يزهد في ذلك إلا جاهل، فالمقصود: عليك بحسن النية والاحتساب، كلما أكلت وشربت نويت التقوي على الطاعة، وكلها أحسنت إلى الغير بأكل أو شرب أو كسـوة أو خدمة أو منفعة تحتسب فيه أن الله يأجرك عليه، والله يأجرك أجرا مضاعفا على كل ذلك،

وهذا دليل على مدى رحمة الله تبارك وتعالى بهذا المخلوق الضعيف المسلم والمسلمة، أما الكفار فليس لهم عند الله من جزاء على فعل الخير، وإنا يجزون في دنياهم فقط با يقدمونه مـن خير، يعطيهم الله الجزاء في الدنيا بالصحة والعافية.

والمال والولد واما في الاخره فليس لهم الا النار وبئس القرار لانهم لم يؤمنوا بالله تبارك وتعالى كما أمرهم." اهـ

 

 

 

وقال الصنعاني _رحمه الله_ في "التنوير شرح الجامع الصغير" (9/ 350_351):

"تؤجر عليه لأنه وإن كان واجباً فأجر الواجب أكبر من أجر النفل والمراد له أجر الصدقة لا أنه صدقة حقيقة، الإجماع__على أنه تنفق زوجته الهاشمية ولو كان صدقة حقيقة لدخلت تحت عموم تحريم الصدقة علي بني هاشم عند من يقول إنها تشمل الفرض وغيره.

(وما أطعمته ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة)،

وهو مقيد بحديث وهو يحتسبها فلابد من النية في الكل،

قال القرطبي: "من لم يقصد القربة، لا يؤجر لكن تَبْرَأُ ذمتُهُ، وينبغي للعبد إحضار النية عند كل فعل وإنفاق." اهـ

 

 

 

44- بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يَتَمَنَّى مَوْتَ الْبَنَاتِ

83 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ أَبِي الرَّوَّاعِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَهُ، وَلَهُ بَنَاتٌ فَتَمَنَّى مَوْتَهُنَّ، فَغَضِبَ ابْنُ عُمَر،َ فَقَالَ: (أَنْتَ تَرْزُقُهُنَّ؟)."

[قال الشيخ الألباني : ضعيف]

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (ثقة حافظ صاحب تصانيف : 235 هـ):

عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستى العبسى مولاهم ، أبو بكر بن أبى شيبة الكوفى، روى له :  خ م د س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَهْدِيٍّ (ثقة ثبت حافظ عارف بالرجال و الحديث : 198 هـ بـ البصرة):

عبد الرحمن بن مهدى بن حسان بن عبد الرحمن العنبري: أبو سعيد البصري اللؤلؤي[2]، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

عَنْ سُفْيَانَ (ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة : 161 هـ):

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله الكوفي (من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد)، من كبار أتباع التابعين

روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ أَبِي الرَّوَّاعِ (ثقة):

عثمان بن الحارث ، أبو الرواع، طبقة تلى الوسطى من التابعين

روى له :  بخ

قال الحافظ _رحمه الله_ في "تقريب التهذيب" (ص: 382) (رقم: 4455): "عثمان ابن الحارث أبو الرواع (بفتح المهملة وتشديد الواو وآخره مهملة): ثقة، من الرابعة بخ." اهـ

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ (73 أو 74 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوي: أبو عبد الرحمن المكى المدنى، صحابى جليل _رضي الله عنه_، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

أَنَّ رَجُلًا كَانَ عِنْدَهُ، وَلَهُ بَنَاتٌ فَتَمَنَّى مَوْتَهُنَّ، فَغَضِبَ ابْنُ عُمَر،َ فَقَالَ: (أَنْتَ تَرْزُقُهُنَّ؟)."

 

شرح الحديث:

 

قال الله _تعالى_:

{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)} [الشورى: 49، 50]

 

وقال _تعالى_:

{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ، إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31)} [الإسراء: 31]

 

وقال محمد بن جميل زينو الحلبي _رحمه الله_ في "مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع" (3/ 352):

"قال الله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 59]

إن هذا العمل مِن ضعف الإِيمان وزعزعة اليقين، لكونهم لم يرضوا بما قسم الله لهم من الِإناث، ومن الغريب أن بعض المسلمين والمسلمات يكرهون ولادة البنات، ويحبون ولادة البنين، كانهم لم يسمعوا قول الله -عَزَّ وَجَلَّ-:

{لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49، 50]

وما سماه الله هبة فهو أولى بالشكر، وبحسن القبول أحرى، قال واثلة بن الأسقع:

إن مِن يُمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر، وذلك أن تعالى يقول:

{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}. فبدأ بالِإناث.

"انظر: الجامع لأحكام القرآن"

أقول: والأُم تستفيد مِن بنتها في مساعدتها أكثر من البنين ولا سيما في البيت.

 

وقال ابن القيم _رحمه الله_ في "تحفة المودود بأحكام المولود" (ص: 20_21):

"قَالَ الله _تَعَالَى_:

{لله ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض يخلق مَا يَشَاء يهب لمن يَشَاء إِنَاثًا ويهب لمن يَشَاء الذُّكُور أَو يزوجهم ذكرانا وإناثا وَيجْعَل من يَشَاء عقيما إِنَّه عليم قدير} [الشورى 49_50]

فقسم _سُبْحَانَهُ_ حَال الزَّوْجَيْنِ إِلَى أَرْبَعَة أَقسَام اشْتَمَل عَلَيْهَا الْوُجُود، وَأخْبر أَن مَا قدره بَينهمَا من الْوَلَد، فقد وهبهما إِيَّاه،

وَكفى بِالْعَبدِ تعرضا لمقته أَن يتسخط مَا وهبه، وَبَدَأَ _سُبْحَانَهُ_ بِذكر الْإِنَاث، فَقيل: جَبْرًا لَهُنَّ لأجل استثقال الْوَالِدين لمكانهن،

وَقيل: وَهُوَ أحسن إِنَّمَا قدمهن، لِأَن سِيَاق الْكَلَام أَنه فَاعل مَا يَشَاء لَا مَا يَشَاء الأبوان فان الْأَبَوَيْنِ لَا يُريدَان إِلَّا الذُّكُور غَالِبا وَهُوَ سُبْحَانَهُ قد أخبر أَنه يخلق مَا يَشَاء فَبَدَأَ بِذكر الصِّنْف الَّذِي يَشَاء وَلَا يُريدهُ الأبوان.

وَعِنْدِي وَجه آخر: وَهُوَ أَنه _سُبْحَانَهُ_ قدَّم مَا كَانَت تؤخره الْجَاهِلِيَّة___من أَمر الْبَنَات حَتَّى كَانُوا يئدوهن، أَيْ: هَذَا النَّوْع الْمُؤخَّرُ عنْدكُمْ مقدَّم عِنْدِي فِي الذّكر،

وَتَأمل كَيفَ نكَّر _سُبْحَانَهُ_ الْإِنَاث، وَعرَّف الذُّكُورَ، فجبَر نقْصَ الْأُنُوثَةِ بالتقديم وجبَر نقْصَ التَّأْخِيرِ بالتعريف، فَإِن التَّعْرِيف تنويه كَأَنَّهُ قَالَ:

"ويهب لمن يَشَاء الفرسان الْأَعْلَام الْمَذْكُورين الَّذين لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْكُم."

ثمَّ لما ذكر الصِّنْفَيْنِ مَعًا قدم الذُّكُور إِعْطَاء لكل من الجنسين حَقه من التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير، وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ من ذَلِك.

وَالْمَقْصُود: أَن التسخط بالإناث من أَخْلَاق الْجَاهِلِيَّة الَّذين ذمهم الله تَعَالَى فِي قَوْله: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59)} [النحل: 58، 59]،

وَقَالَ {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [الزخرف: 17]،

وَمن هَاهُنَا عبر بعض المعبرين لرجل قَالَ لَهُ: "رَأَيْت كَأَن وَجْهي اسْوَدَّ، فَقَالَ: "أَلَك امْرَأَة حَامِلٌ." قَالَ: "نعم." قَالَ: (تَلِدُ لَك أُنْثَى)." اهـ

 

مسند أحمد - عالم الكتب (4/ 151) (رقم: 17373): عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لاَ تَكْرَهُوا الْبَنَاتِ ، فَإِنَّهُنَّ الْمُؤْنِسَاتُ الْغَالِيَاتُ).

وأخرجه : النفقة على العيال لابن أبي الدنيا (1/ 244) (رقم: 98)، مسند الروياني (1/ 181) (رقم: 234)، فوائد تمام (2/ 116) (رقم: 1301)، معرفة الصحابة لأبي نعيم (4/ 2153) (رقم:5392).

 

حسنه: حسنه الأرنؤوط في "تخريج مسند أحمد" – ط. الرسالة (28/ 601) (رقم: 17373)، والألباني في _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7/ 627) (رقم: 3206)

 

وقال صالح بن أحمد: كان أبي إذا ولد له ابنة يقول: «الأنبياء كانوا آباء بنات» ويقول: «قد جاء في البنات ما قد علمت».

 

وقال يعقوب بن بُخْتَان: وُلِدَ لِيْ سبعُ بناتٍ، فكنت كلما وُلد لي ابنةٌ دخلت على أحمد بن حنبل، فيقول لي: «يا أبا يوسف الأنبياء آباء بنات» فكان يذهب قوله همي.

 

وفي "النفقة على العيال" لابن أبي الدنيا (1/ 241) (رقم: 95): عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ السَّعْدِيِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ «أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ الْمِبْنَاتَ، وَكَانَ لُوطٌ _عَلَيْهِ السَّلَامُ_ ذَا بَنَاتٍ، وَكَانَ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَا بَنَاتٍ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَا بَنَاتٍ»

 

ورحب أحد العقلاء بابنته فقال: «أهلاً وسهلاً بعقيلة النساء، وأم الأبناء، وجالبة الأصهار، والمبشرة بإخوة يتناسقون، ونجباء يتلاحقون».

ومن تأمل حوله وجد أن البعض له ابنة واحدة قرت بها عينه وامتلأت نفسه بالسعادة والرضى، وآخر له من البنين العدد ومع ذلك فهم في واد وهو في واد آخر لم ير إلا الشقاء والعناء منهم.

 

من فوائد الحديث:

 

رش البرد (ص ٦٤)

"فقه الحديث:

1 ـ لا يجوز أن يتمنى الإنسان موت بناته .

٢ ـ لا بد أن يعتقد الإنسان أن الله هو الرزاق يرزق من يشاء بغير حساب حتى يكمل إيمانه .

3 ـ إن البنات تفتح بهن أبواب الخير والبركة ." اهـ



[1] وفي الأنساب للسمعاني (12/ 517) (رقم: 4012):

"(الميتمي) بفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ميتم، وهي بطون من قبائل شتى... وفي ذي الكلاع ميتم الكلاعي وهم قبيل بحمص يقال لهم «الميتميون»." اهـ

[2] وفي اللباب في تهذيب الأنساب (3/ 135_136) لابن الأثير:

"اللؤْلُؤِي بِضَم اللامين بَينهمَا وَاو سَاكِنة وَفِي آخرهَا وَاو ثَانِيَة هَذِه النِّسْبَة لجَماعَة يبيعون اللُّؤْلُؤ مِنْهُم الإِمَام أَبُو سعيد عبد الرَّحْمَن بن مهْدي__ابْن حسان بن عبد الرَّحْمَن اللؤْلُؤِي الْبَصْرِيّ كَانَ إِمَامًا حَافِظًا متقنا ورعا." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة