شرح الحديث 65-66 من صحيح الترغيب
صحيح
الترغيب والترهيب (1/ 135) 65 - (5) [حسن صحيح] وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عن النبي
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من سَنَّ سنةً حسنةً، فله
أجرُها ما عُمِلَ بها في حياتِه، وبعد مماته حتّى تُتركَ. ومن سَنَّ سنةً سيئةً، فعليه إِثْمُها حتى تُتركَ. ومن مات مُرابِطاً، جَرى عليه عملُ المرابطِ حتى
يُبعثَ يومَ القيامةِ". رواه
الطبراني في "الكبير" بإسناد لا بأس
به. |
ترجمة واثلة بن الأسقع الليثيُّ _رضي الله عنه_
قال المزي في تهذيب الكمال باختصار:
( خ م د ت س ق ) : واثلة بن الأسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن
عبد مناة بن علي بن كنانة[1]،
أبو الأسقع الليثي.
أسلم قبل تبوك (9 هـ)، والنبى صلى الله عليه وسلم يتجهز لها ، وشهدها
مع النبى _صلى الله عليه وسلم_، وكان
من أهل الصفة. اهـ .
ذكره محمد بن سعد فى الطبقة الثالثة، قال: "وكان من أهل الصفة، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم خرج إلى الشام."
و قال الحاكم أبو أحمد : "دخل البصرة، وله بها دار." وقال أبو زرعة الدمشقى: "منزله
بدمشق."
و قال أبو حاتم : "نزل
الشام، وكان يشهد المغازى بدمشق وحمص. أسلم والنبى _صلى الله عليه وسلم_ قد تجهز
إلى تبوك ، وكان من أهل الصفة ، ثم أتى الشام ، و سكن البلاط خارجا من دمشق على
ثلاثة فراسخ القرية التى كان يسكن فيها يَسْرة بن صفوان[2]، ثم تحول و
نزل بيت المقدس ، ومات
بها." .
وقال غيره : سكن بيت جبرين ، و هى بلدة بالقرب من بيت المقدس .
و قال أبو الحسن بن سُمَيْعٍ[3]، عن دحيم : مات بدمشق فى خلافة عبد الملك .
و قال أبو المغيرة الخولانى ، عن إسماعيل بن عياش ، عن سعيد بن خالد : توفى
سنة ثلاث و ثمانين (83 هـ)، و هو ابن مئة سنة و خمس (105) سنين .
و كذلك قال عباس الدورى و غيره ، عن يحيى بن معين .
و قال الواقدى ، و على بن عبد الله التميمى ، و أبو مسهر ، و محمد بن
عبد الله ابن نمير ، و يحيى بن عبد الله بن بكير ، و خليفة بن خياط ، و أبو عمر
الضرير فى آخرين : مات سنة
خمس و ثمانين (85 هـ).
زاد الواقدى ، و أبو مسهر ، و غير واحد : و هو ابن ثمان و تسعين
(98).
قال التميمى : اغتيل
ما بين حمص و دمشق .
و قال سعيد بن بشير عن قتادة :
"كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بمكة عبد الله بن
عمر، وكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله ، آخرهم موتا بمصر سهل بن سعد ،
وآخرهم موتا بالكوفة عبد الله بن أبى أوفى ، وآخرهم موتا بالبصرة أنس بن مالك ، وآخرهم موتا بدمشق واثلة بن الأسقع ، وآخرهم موتا بحمص عبد الله بن بسر بعد أبى أمامة .
روى له الجماعة . اهـ .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 11 / 101 :
صحح ابن عبد البر القول الثانى فى نسبه ، و هو الصواب ، أو يكون سقط
من الأول عدة آباء .
تخريج الحديث :
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 74) (رقم :
184)، وفي مسند الشاميين (3/ 407) (رقم : 2560)،
وأخرج الشطر الثالث من الحديث ابن أبي عاصم في
الجهاد (2/ 684) (رقم : 298)
قال الأمير الصنعاني _رحمه الله_ في "التنوير
شرح الجامع الصغير" (6/ 221):
"قال الطيبي: "معناه: أنه يقدر له
من العمل بعد موته، كما جرى منه قبل الممات." اهـ
من فوائد الحديث:
فتح الباري- تعليق ابن باز - (13 / 302)
قال المهلب: هذا الباب والذي قبله في معنى التحذير
من الضلال، واجتناب البدع ومحدثات الأمور في الدين، والنهي عن مخالفة سبيل
المؤمنين انتهى. ووجه التحذير أن الذي يحدث البدعة قد يتهاون بها لخفة أمرها في
أول الأمر، ولا يشعر بما يترتب عليها من المفسدة، وهو أن يلحقه إثم من عمل بها من
بعده، ولو لم يكن هو عمل بها بل لكونه كان الأصل في إحداثها.
شرح النووي على مسلم - (7 / 104)
فيه الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات
والتحذير من اختراع الاباطيل والمستقبحات
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (4 / 84)
ويفيد الترغيب في الخير المتكرر أجره بسبب الاقتداء
، والتحذير من الشر المتكرر إثمه بسبب الاقتداء .
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم - (7 / 177)
وبهذا الاعتبار يكون على إبليس كفل من معصية كل من
عصى بالسجود ؛ لأنَّه أول من عصى به . وهذا - والله أعلم - ما لم يتب ذلك الفاعل
الأول من تلك المعصية ؛ لأنَّ آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ أول من خالف في أكل ما
نهي عنه ، ولا يكون عليه شيء من أوزار من عص بأكل ما نهي عنه ، ولا شربه ممن بعده
بالإجماع ؛ لأنَّ آدم عليه السلام تاب من ذلك ، وتاب الله عليه ، فصار كمن لم يخن
؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له . والله تعالى أعلم .
سبل السلام - (7 / 89)
وَالدَّلَالَةُ تَكُونُ بِالْإِشَارَةِ عَلَى
الْغَيْرِ بِفِعْلِ الْخَيْرِ ، وَعَلَى إرْشَادِ مُلْتَمِسِ الْخَيْرِ عَلَى
أَنَّهُ يَطْلُبُهُ مِنْ فُلَانٍ وَالْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ وَتَأْلِيفِ
الْعُلُومِ النَّافِعَةِ .
البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن
الحجاج (19/ 434)
في فوائده:
1 - (منها): مشروعيّة تحريض الإمام الناس على
الصدقة إذا دعت الحاجة لذلك.
2 - (ومنها): بيان كمال رحمة النبيّ -صلى
الله عليه وسلم- لأمته، وشدة رأفته بهم، كما وصفه الله تعالى بذلك في كتابه بقوله:
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
3 - (ومنها): استحباب جمع الناس للأمور
المهمّة، ووعظهم، وحثّهم على مصالحهم، وتحذيرهم من القبائح.
4 - (ومنها): الحثّ على الابتداء بالخيرات،
وسَنّ السنن الحسنات.
5 - (ومنها): التحذير من البِاع والخرافات
التي لا يؤيّدها دليلٌ شرعيّ، بل يردّها، ولبطلها.
6 - (ومنها): أن بعض الأفعال لا ينقطع
ثوابها، وكذا لا ينتهي وزرها، وهي التي تكون سببًا للاقتداء بفاعلها، فيجب على
العاقل أن يكون مفتاحًا للخير، لا مفتاحًا للشرّ، جعلنا الله تعالى من عباده الذين
جعلهم مفتاحًا للخيرات، ومِغْلاقًا للشرّ والسيّئات، إنه سميعٌ قريبٌ مجيب
الدعوات، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
أيسر التفاسير للجزائري (1/ 432):
"المرابطة: مصدر رابط رباطاً إذا حبس
نفسه في ثغر من ثغور المسلمين يحرسها من مداهمة العدو الكافر لها، وفضل الرباط
عظيم، ووردت فيه أحاديث كثيرة." اهـ
قلت: ومن تلك الأحاديث:
ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (4/ 35)
(رقم: 2892): عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
«رِبَاطُ يَوْمٍ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ
أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ
يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا
وَمَا عَلَيْهَا»
ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (3/ 1520) (رقم:
1913) : عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«رِبَاطُ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ
عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ
الْفَتَّانَ»
منها : ما أخرجه أبو داود في "سننه" (3/
9) (رقم: 2500): عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كُلُّ الْمَيِّتِ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ
إِلَّا الْمُرَابِطَ، فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ،
وَيُؤَمَّنُ مِنْ فَتَّانِ الْقَبْرِ» د ت
ق، صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 65) (رقم: 1218)
وما أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (10/ 462)
(رقم: 4603): عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
أَنَّهُ كَانَ فِي الرِّبَاطِ، فَفَزِعُوا إِلَى
السَّاحِلِ، ثُمَّ قِيلَ: لَا بَأْسَ، فَانْصَرَفَ النَّاسُ وَأَبُو هُرَيْرَةَ
وَاقِفٌ، فَمَرَّ بِهِ إِنْسَانٌ، فَقَالَ: مَا يُوقِفُكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟،
فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ: «مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ»
وصححه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (2/ 67) (رقم: 1223)
============================
صحيح
الترغيب والترهيب (1/ 135) 66 - (6) [حسن لغيره] عن سهل بن سعد رضي الله عنهما؛ أنّ النبي -
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "إن هذا الخيرَ خزائنُ، ولتلك الخزائن مفاتيحُ، فطوبى لعبدٍ
جَعَلَهُ الله _عزَّ وجلَّ_ مفتاحاً للخيرِ، مغلاقاً للشرِّ، وويلٌ لِعبدٍ
جَعَلَهُ الله مفتاحاً للشرِّ، مغلاقاً للخير". (1) رواه ابن ماجه -واللفظ له-، وابن أبي عاصم،
وفي سنده لين، وهو في "الترمذي" بقصةٍ (2). __________ (1) (المفتاح) بكسر الميم: آلة لفتح الباب ونحوه، والجمع:
(مفاتيح ومفاتح) أيضاً. و
(المغَلاق) بكسر الميم: هو ما يُغلق به، وجمعه (مغاليق ومغالق). ولا بُعْدَ أن
يُقدَّر: ذوي مفاتيح للخير، أي أن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير،
كالعلم والصلاح على الناس، حتى كأنه ملكهم مفاتيح الخير ووضعها في أيديهم. وقوله:
(طوبى): اسم للجنة. وقيل: هي شجرة في الجنة، وأصلها (فعلى) من الطيب، كما في
"النهاية". وأقول: تمريض القول بأنها شجرة في الجنة، مما لا وجه له،
فقد جاء ذكرها في أحاديث سيأتي أحدها في آخر الكتاب (28 - صفة الجنة / 8/ الحديث
3). وآخر في "الصحيحة" (1985). و
(ويل): هو الحزن والهلاك والمشقة من العذاب؛ كما قال ابن الأثير. وقيل: هو واد
في جهنم. قلت:
فيه حديث ضعيف سيأتي في (27 - صفة النار/3). (2) لكن روي بأسانيد أخرى، وبعضها موقوف صحيح، انظر
"الظلال" (1/ 126 - 129)، وعزوه للترمذي وهم محض لا أدري سببه، فإنه
لم يعزه إليه أحد ولا الحافظ المزي في "تحفة الأشراف"، والحافظ
السيوطي في "الزيادة على الجامع الصغير"، هذا بعد البحث الجاد عنه في
"سننه"، وهو مخرج في "الصحيحة" (1332). |
ترجمة سهل بن سعد
( خ م د ت س ق ) : سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن
ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن
عمرو بن عامر بن حارثة بن ثعلبة بن غسان بن الأزد بن الغوث بن نبت بن
مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان :
الأنصارى الساعدى ، أبو
العباس ، و يقال : أبو يحيى ، المدنى . و يقال : سهل بن سعد بن سعد بن مالك
. و الأول أصح .
له و لأبيه صحبة . اهـ .
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 422)
وَكَانَ أَبُوْهُ مِنَ الصَّحَابَةِ الَّذِيْنَ
تُوُفُّوا فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1258)
سَعْدُ بْنُ أَسْعَدَ السَّاعِدِيُّ أَبُو سَهْلِ
بْنُ سَعْدٍ، رَوَى عَنْهُ ابْنُ سَهْلٍ، تُوُفِّيَ بِالرَّوْحَاءِ مُتَوَجِّهًا
إِلَى بَدْرٍ
و قال ابن حبان : كان اسمه حزنا فسماه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم سهلا
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 423)
كَانَ اسْمُ سَهْلِ بنِ سَعْدٍ حَزْناً،
فَغَيَّرَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ عُبَيْدُ
اللهِ بنُ عُمَرَ: تَزَوَّجَ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ خَمْسَ عَشْرَةَ امْرَأَةً.
إكمال تهذيب الكمال (6/ 137)
وقال ابن فتحون: وهو أخو سهيل وله صحبة.
إكمال تهذيب الكمال (6/ 137)
وقال ابن فتحون: وهو أخو سهيل وله صحبة.
حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (1/ 207) لابن
الجوزي :
"قال ابن الربيع: قدم مصر بعد الفتح على مسلمة
بن مخلد؛ ولأهل مصر عنه أحاديث
و قال المزى :
قال محمد بن إسحاق ، عن الزهرى : قلت لسهل بن سعد :
ابن كم أنت يومئذ ؟ ـ يعنى المتلاعنين ـ قال : ابن خمس عشرة سنة .
و قال أبو اليمان : حدثنا شعيب
، عن الزهرى ، عن سهل بن سعد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم توفى و
هو ابن خمس عشرة سنة .
و ذكر الواقدى ، و غيره : أن الحجاج أرسل إلى سهل
بن سعد ( يريد ) إذلاله فى سنة أربع و سبعين ، فقال : ما منعك من نصر أمير
المؤمنين عثمان ؟ قال : قد فعلت، قال : كذبت . ثم أمر به فختم فى عنقه ، و ختم
أيضا فى عنق أنس حتى ورد كتاب عبد الملك فيه ، و ختم فى يد جابر يريد إذلالهم بذلك
و أن يجتنبهم الناس ولا يسمعوا منهم .
قال أبو نعيم ، و البخارى ، و الترمذى ،
و غير واحد : مات سنة ثمان و ثمانين (88 هـ).
زاد بعضهم : و هو ابن ست و تسعين سنة .
و قال الواقدى ، و يحيى بن بكير ، و ابن نمير : مات سنة إحدى و تسعين (91 هـ).
زاد الواقدى : بالمدينة ، و هو ابن مئة (100) سنة ،
و هو آخر من مات بالمدينة من
أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم .
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (3/ 423)
وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ بِالمَدِيْنَةِ مِنَ
الصَّحَابَةِ، وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ المائَةِ.
و قال محمد بن سعد : ليس بيننا فى ذلك اختلاف ـ
يعنى فى أنه آخر من مات بالمدينة من الصحابة،
روى له الجماعة . اهـ .
الأعلام للزركلي (3/ 143)
له في كتب الحديث 188 حديثا
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 253 :
رواية شعيب صحيحة و هى المعتمدة فى مولده ، فيكون مولده
قبل الهجرة بخمس سنين فأى سنة مات يضاف إليها الخمس فيخرج مبلغ عمره على الصحة ، و
ما يخالف ذلك لا يعول عليه .
و قال أبو حاتم الرازى : عاش مئة سنة أو أكثر .
فعلى هذا يكون تأخر إلى سنة ست و تسعين أو بعدها .
و زعم قتادة أنه مات بمصر ، و زعم أبو بكر بن أبى
داود أنه مات بالإسكندرية .
و هذا عندى أنه ولده عباس بن سهل ، انتقل الذهن إليه ، و أما سهل فموته بالمدينة . اهـ .
تخريج الحديث :
أخرجه ابن ماجه في سننه (1/ 87) (رقم : 238)، وابن
أبي عاصم في السنة (1/ 126 و 128) (رقم : 296 و 298)، والطبراني في المعجم الكبير
(6/ 150 و 189) (رقم : 5812 و 5956)، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (13/ 521) (رقم :
7526)، والروياني في مسنده (2/ 210) (رقم : 1049)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (ص:
195 و 341) (رقم : 590 و 83)، وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (8/
329)، وابن أبي الدنيا في مداراة الناس (ص: 109) (رقم : 136)، والخطيب في تاريخ
بغداد – ط. العلمية (19/ 17)
شرح الحديث:
حاشية السندي على سنن ابن ماجه (1/ 105)
قَوْلُهُ (إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ إِلَخْ) أَيْ ذُو
خَزَائِنٍ.
مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في
شرح سنن الإمام ابن ماجه (4/ 414)
وقوله: "إن هذا الخير خزائن إلخ"
قال الطيبيّ رحمه الله: المعنى الذي يحتوي على خير
المال، وعلى كونه شرّا هو المشبّه بالخزائن، فمن توسّل بفتح
ذلك المعنى، وأخرج المال منها، ينفقه في سبيل الله، ولا ينفقه في سبيل الشيطان،
فهو مِفتاح الخير، مِغلاق الشرّ،
ومن توسّل بإغلاق
ذلك الباب بإنفاقه في سبيل الله، وفتحه في سبيل الشيطان، فهو مِغلاق الخير، مفتاح
الشرّ، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن للشيطان لِمَّةً بابن آدم، وللمك
لمّةً" (1)، وقرأ قوله عز وجل: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة: 268] إشارةً إلى هذا المعنى. انتهى
لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (8/ 439_440):
"قوله: (إن هذا الخير) الخير: المال
الكثير، وبه فسروا قوله تعالى: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: 180]،
والمراد بالخير في قوله: ___(مفتاحًا للخير) مقابل
الشر، يريد إنفاق المال في سبيل اللَّه وفي مرضاته." اهـ
وفي "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح"
(8/ 3261):
قَالَ الرَّاغِبُ: "(الْخَيْرُ): مَا يَرْغَبُ
فِيهِ الْكُلُّ كَالْعَقْلِ _مَثَلًا_ وَالْعَدْلِ وَالْفَضْلِ وَالشَّيْءِ
النَّافِعِ، وَ(الشَّرُّ) ضِدُّهُ،
وَالْخَيْرُ وَالشَّرُّ قَدْ يَتَّحِدَانِ، وَهُوَ
أَنْ يَكُونَ خَيْرُ الْوَاحِدِ شَرَّ الْآخَرِ، كَالْمَالِ الَّذِي يَكُونُ
رِيَاءً كَانَ خَيْرًا لِزَيْدٍ وَشَرًّا لِعَمْرٍو،
وَلِذَلِكَ وَصَفَهُ اللَّهُ تَعَالَى
بِالْأَمْرَيْنِ فَقَالَ فِي مَوْضِعٍ {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} [البقرة: 180] أَيْ:
مَالًا.
وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: {أَيَحْسَبُونَ
أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي
الْخَيْرَاتِ} [المؤمنون: 55] انْتَهَى.
وَكَذَا الْعِلْمُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى بَعْضِهِمْ
حِجَابٌ وَسَبَبُ الْعَذَابِ، وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى بَعْضٍ آخَرَ اقْتِرَابٌ
إِلَى رَبِّ الْأَرْبَابِ، وَقِيسَ عَلَى هَذَا الْعِبَادَةِ، فَإِنَّ مِنْهَا مَا
يُورِثُ الْعُجْبَ وَالْغُرُورَ، وَمِنْهَا مَا يُورِثُ النُّورَ وَالسُّرُورَ
وَالْحُبُورَ كَالسَّيْفِ وَالْخَيْلِ وَنَحْوِهَا. قَدْ يُجْعَلُ آلَةً
لِلْجِهَادِ مَعَ الْكُفَّارِ، وَيُتَوَصَّلُ بِهَا إِلَى الْقَرَارِ فِي دَارِ
الْأَبْرَارِ، وَقَدْ يُتَوَصَّلُ بِهَا إِلَى قَتْلِ الْأَنْبِيَاءِ
وَالْأَوْلِيَاءِ، وَيُنْتَهَى بِهَا إِلَى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ،
وَهَذَا مَعْنَى مَا سَيَأْتِي مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: " «أَلَا وَإِنَّ الْخَيْرَ كُلَّهُ بِحَذَافِيرِهِ فِي
الْجَنَّةِ أَلَا وَإِنَّ الشَّرَّ كُلَّهُ بِحَذَافِيرِهِ فِي النَّارِ» ".
يَعْنِي بِحَسَبِ مَا قُسِمَ لِأَهْلِهِ قِسْمَةً أَزَلِيَّةً أَبَدِيَّةً
مَبْنِيَّةً عَلَى جَعْلِ بَعْضِهِمْ مَرَائِي الْجَمَالِ وَبَعْضِهِمْ مَظَاهِرَ
الْجَلَالِ، كَمَا قَالَ: {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}
[الشورى: 7]
وَقَدْ قَالَ: ( «خَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلْجَنَّةِ
وَلَا أُبَالِي وَخَلَقْتُ هَؤُلَاءِ لِلنَّارِ وَلَا أُبَالِي» ) مُشِيرًا إِلَى
قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}
[الأنبياء: 23]
فَبَحْرُ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ عَرِيضٌ عَمِيقٌ،
لَا يَغُوصُ فِيهِ إِلَّا مَنْ لَهُ تَحْقِيقٌ بِتَوْفِيقٍ يَتَحَيَّرُ فِيهِ
أَرْبَابُ السَّوَاحِلِ، وَيَمْضِي مِنْهُ أَصْحَابُ سُفُنِ الشَّرَائِعِ
الْكَوَامِلِ." اهـ
من فوائد الحديث :
مداراة الناس لابن أبي الدنيا (ص: 98)
بَابُ الْحَذَرِ مِنَ النَّاسِ اتِّقَاءَ شَرِّهِمْ
وَالْمُدَارَاةِ لَهُمْ
مكارم الأخلاق للخرائطي (ص: 187)
بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّخَاءِ وَالْكَرَمِ
وَالْبَذْلِ مِنَ الْفَضْلِ
مكارم الأخلاق للطبراني (ص: 341)
"بَابُ فَضْلِ مَعُونَةِ الْمُسْلِمِينَ
وَالسَّعْيِ فِي حَوَائِجِهِمْ." اهـ
مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في
شرح سنن الإمام ابن ماجه (4/ 235)
(ومنها): أن بعض الأعمال لا ينقطع ثوابها،
وكذا أوزارها، وهي التي تكون سببًا للاقتداء بفاعلها، فيجب على العاقل أن يكون
مفتاحًا للخير، لا مفتاحًا للشر
الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 164)
تَنْبِيهٌ: عَدُّ هَذَا كَبِيرَةً هُوَ ظَاهِرُ مَا
فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ مِنْ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ وَهُوَ
مُضَاعَفَةُ تِلْكَ الْآثَامِ، وَذَلِكَ لِمُضَاعَفَةِ الْعَذَابِ الْمُضَاعَفَةَ
الْكَثِيرَةَ الَّتِي يَعْجِزُ عَنْهَا الْحِسَابُ.
فَإِنْ قُلْت: إنْ كَانَتْ الْمَعْصِيَةُ الَّتِي
سَنَّهَا كَبِيرَةً فَعَدُّهَا غَيْرُ صَحِيحٍ، أَوْ غَيْرَ كَبِيرَةٍ فَعَدُّهَا
مُشْكِلٌ.
قُلْت: بَلْ الْوَجْهُ حَمْلُ عَدِّهَا كَبِيرَةً،
وَإِنْ لَمْ أَرَ مَنْ ذَكَرَهُ عَلَى مَا إذَا سَنَّ صَغِيرَةً وَلَا إشْكَالَ
فِيهِ، لِأَنَّهُ لَمَّا سَنَّهَا لِغَيْرِهِ فَاقْتَدَى بِهِ فِيهَا فَحُشَتْ
وَتَضَاعَفَ عِقَابُهَا فَصَارَتْ بِذَلِكَ كَالْكَبِيرَةِ، بَلْ وَأَعْظَمَ
بِكَثِيرٍ إذْ الْكَبِيرَةُ يَنْقَطِعُ إثْمُهَا بِالْفِرَاعِ مِنْهَا وَهَذِهِ
إثْمُهَا مُتَضَاعِفٌ مُسْتَمِرٌّ وَشَتَّانَ مَا بَيْنَهُمَا، ثُمَّ رَأَيْتُ جَمْعًا
عَدُّوا مِنْ الْكَبَائِرِ الْإِحْدَاثَ بِالدِّينِ وَاسْتَدَلُّوا بِالْخَبَرِ
الصَّحِيحِ: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَحْدَثَ حَدَثًا» . قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ:
وَهِيَ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْحَدَثِ نَفْسِهِ، فَكُلَّمَا كَانَ أَكْبَرَ
كَانَتْ الْكَبِيرَةُ أَعْظَمَ. قَالَ الذَّهَبِيُّ: وَمِنْهُ «مَنْ دَعَا
لِضَلَالَةٍ أَوْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئَةً» . انْتَهَى، وَفِي ذَلِكَ تَصْرِيحٌ
بِمَا ذَكَرْته." اهـ
[1] وفي الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1563) (رقم : 2738) :
"واثلة بْن الأسقع بْن عبد العزى بْن عبد ياليل بْن ناشب بن غيرة ابن سعد بن
ليث بن بكر بن عبد مناة بن على بن كنانة الليثي." اهـ
وفي
إكمال تهذيب الكمال (12/ 196) :
"ولما
ذكر أبو عمر بن عبد البر: واثلة بن الأسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل، قال: وقيل:
الأسقع بن كعب بن عامر، والأول أصح. والمزي بدأ بالمرجوح على هذا القول الراجح،
قال أبو عمر: قيل: إنه خدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث سنين." اهـ
[2] وفي تاريخ الإسلام ت بشار (5/ 483) : "يَسْرَةُ بن صَفْوان
بن جميل، أبو صَفْوان اللخمي الدمشقي. [الوفاة: 211 - 220 ه]
كذا
كنّاه النَّسائيّ، وغيره. وكناه محمد بن عَوْف الطّائيّ: أبا عبد الرحمن، من أهل
قرية البلاط... وكان رجلا صالحا فاضلا. وثقه أبو حاتم. قَالَ
الْحَسَن بْن محمد بْن بكّار بْن بلَال: وُلِد يَسْرَةُ بنُ صَفْوان سنة
عشرٍ ومائة (110هـ)، ومات سنة ستّ عشرة ومائتين (210 هـ).
وقال أبو زُرْعة الدِّمشقيُّ: تُوُفّي سنة خمس عشرة (115 هـ). وقال غيره:
عاش مائة سنة وأربع سنين." اهـ
[3] وفي الأعلام للزركلي (7/ 160):
"ابن سُمَيْع (000 - 259 هـ = 000 - 873 م): محمود بن إبراهيم بن محمد بن
عيسى بن القاسم بن سميع، أبو الحسن: مؤرخ، من حفاظ الحديث، من أهل دمشق. له كتاب
(الطبقات)." اهـ
Komentar
Posting Komentar