شرح الحديث الرابع والسبعون

  

الحديث الرابع والسبعون: وصيّة بليغة

عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ _رضي الله عنه_ قَالَ:

"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ _صلى الله عليه وسلم_، فَقَالَ:

"يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِظْني وَأَوْجِزْ."[1]

فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ، فَصَلِّ صَلَاةَ مودِّع، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غداً، وأَجْمِعْ الْإِيَاسَ[2] مِمَّا فِيْ أَيْدِي النَّاسِ[3]." رواه أحمد

 

تخريج الحديث:

حسن: أخرجه أحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (5/ 412) (رقم: 23498)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1396) (رقم: 4171)، والخرائطي في "اعتلال القلوب" (1/ 252) (رقم: 505)، في "مساوئ الأخلاق" (ص: 309) (رقم: 645)، وفي "مكارم الأخلاق (ص: 163) (رقم: 484)، وابن الأعرابيِّ في معجمه (2/ 643) (رقم: 1279)، والطبرانِيُّ في "المعجم الكبير" (4/ 154) (رقم: 3987)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "أمثال الحديث" (ص: 266) (رقم: 226)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" (1/ 362)، والبيهقي في "الزهد الكبير (ص: 87) (رقم: 102).


حسنه في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (1/ 758) (رقم: 401 )

 

ترجمة أبي أيوب الأنصاري –رضي الله عنه- :

 

قال المزي في تهذيب الكمال  :

( خ م د ت س ق ) : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن جُشَم بن غنم بن مالك بن النجار ، أبو أيوب الأنصارى الخزرجى .

 

شهد بدرا ، و العقبة ، و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونزل عليه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين قدم المدينة شهرا حتى بنيت مساكنه ومسجده .

 

الإصابة في تمييز الصحابة (2/ 200)

وآخى بينه وبين مصعب بن عمير.

وشهد الفتوح، وداوم الغزو، واستخلفه عليّ على المدينة لما خرج إلى العراق، ثم لحق به بعد، وشهد معه قتال الخوارج، قال ذلك الحكم بن عيينة.

 

و أمه : هند بنت سعد بن كعب بن عمرو بن امرىء القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج،

 

قال ذلك ابن البرقى ، و قال : حفظ عنه نحو من خمسين حديثا . اهـ .

 

و حضر مع علي بن أبى طالب حَرْبَ الخَوَارِجِ بالنهروان ، وورد المدائن فى صحبته، وعاش بعد ذلك زمانا طويلا حتى مات ببلاد الروم غازيا فى خلافة معاوية بن أبى سفيان ، و قبره فى أصل سور القسطنطينية .

 

عن أفلح مولى أبى أيوب:

أن أم أيوب قالت لأبى أيوب : "أما تسمع ما يقول الناس فى عائشة؟

قال : "بلى، وذلك الكذب ، أفكنتِ يا أم أيوب فاعلة ذلك؟"

قالت: "لا، والله." قال : (فعائشة _واللهِ_ خيرٌ منكِ)

فلما نزل القرآن ، و ذكر أهل الإفك ، قال الله _عز وجل_ : {لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ } [النور: 12][4]، يعنى : أبا أيوب حين قال لأم أيوب .

 

قال الهيثم بن عدى ، و أبو الحسن المدائنى ، و خليفة بن خياط : مات سنة خمسين . و قيل : مات سنة إحدى و خمسين (51 هـ) .

و قال الواقدى ، و يحيى بن بكير ، و عمرو بن على ، و الترمذى : مات سنة اثنتين و خمسين (52 هـ) .

و قال أبو زرعة الدمشقى : مات سنة خمس و خمسين (55 هـ) .

روى له الجماعة . اهـ .

 

 قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 91 :

و ذكر الواقدى ، و أبو القاسم البغوى ، و غيرهما : أنه شهد مع على صفين .

 

و قال ابن سعد : و لما ثقل قال لأصحابه : إن أنا مت فاحملونى ، فإذا صاففتم العدو فادفنونى تحت أقدامكم .

 

و قال البغوى : قبر ليلا ، و أمر يزيد بالخيل تقبل عليه ، و تدبر حتى عمى قبره .

 

و قال ابن حبان فى الصحابة : مات بأرض الروم ، و قال لهم : إذا أنا مت فقدمونى فى بلاد العدو ما استطعتم ثم ادفنونى ، فمات ، و كان المسلمون على حصار القسطنطينية ، فقدموه حتى دفن إلى جانب حائط . اهـ .

  

نص الحديث :


 عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ _رضي الله عنه_ قَالَ:

"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ _صلى الله عليه وسلم_، فَقَالَ:

"يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِظْني وَأَوْجِزْ."[1]

فَقَالَ: "إِذَا قُمْتَ فِي صَلَاتِكَ، فَصَلِّ صَلَاةَ مودِّع، وَلَا تَكَلَّمْ بِكَلَامٍ تَعْتَذِرُ مِنْهُ غداً، وأَجْمِعْ الْإِيَاسَ[2] مِمَّا فِيْ أَيْدِي النَّاسِ[3]." رواه أحمد


شرح الحديث:



شرح المشكاة للطيبي الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3307)

وقوله: ((بكلام تعذر منه غدا)) كناية عن حفظ اللسان، وأن لا يتكلم بما يحتاج أن يعتذر له.

 

جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 114)

مَنِ اسْتَشْعَرَ أَنَّهُ مُوَدِّعٌ بِصَلَاتِهِ، أَتْقَنَهَا عَلَى أَكْمَلِ وُجُوهِهَا.

 

التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 110):

"فَإِنَّهُ إِذا استحضر ذَلِك بَعثه على قطع العلائق والتلبس بالخشوع الَّذِي هُوَ روح الصَّلَاة." اهـ

 

جامع العلوم والحكم ت الأرنؤوط (2/ 386):

"وَقَالَ بَكْرٌ الْمُزَنِيُّ: (إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَنْفَعَكَ صَلَاتُكَ، فَقُلْ: لَعَلِّي لَا أُصَلِّي غَيْرَهَا)،

وَهَذَا مَأْخُوذٌ مِمَّا رُوِيَ «عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ» [أخرجه: أحمد (5/412)، وابن ماجه (4171) ، والطبراني في " الكبير " (3987)].

وَأَقَامَ مَعْرُوفٌ الْكَرْخِيُّ الصَّلَاةَ، ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِنَا، فَقَالَ الرَّجُلُ: إِنِّي إِنْ صَلَّيْتُ بِكُمْ هَذِهِ الصَّلَاةَ، لَمْ أُصَلِّ بِكُمْ غَيْرَهَا، فَقَالَ مَعْرُوفٌ: وَأَنْتَ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ أَنَّكَ تُصَلِّي صَلَاةً أُخْرَى؟ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ طُولِ الْأَمَلِ، فَإِنَّهُ يَمْنَعُ خَيْرَ الْعَمَلِ. [أخرجه: أبو نعيم في " حلية الأولياء " (8/361)]

وَطَرَقَ بَعْضُهُمْ بَابَ أَخٍ لَهُ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لَيْسَ هُوَ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: مَتَى يَرْجِعُ؟ فَقَالَتْ لَهُ جَارِيَةٌ مِنَ الْبَيْتِ: مَنْ كَانَتْ نَفْسُهُ فِي يَدِ غَيْرِهِ، مَنْ يَعْلَمُ مَتَى يَرْجِعُ." اهـ

 

قال القاري _رحمه الله_ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (8/ 3270):

"وَفِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الِاسْتِئْنَاسَ بِالنَّاسِ مِنْ عَلَامَةِ الْإِفْلَاسِ، وَأَنَّ الْغِنَى الْقَلْبِيَّ هُوَ الْإِيَاسُ مِمَّا أَبْدَى النَّاسُ." اهـ


قال المؤلف الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي _رحمه الله_ في "بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار" – ط. الوزارة (ص: 150):

 

"هذه الوصايا الثلاث يا لها من وصايا، إذا أخذ بها العبد: تمت أموره وأفلح.

 

فالوصية الأولى: تتضمن تكميل الصلاة، والاجتهاد في إيقاعها على أحسن الأحوال. وذلك بأن يحاسب نفسه على كل صلاة يصليها وأنه سيتم جميع ما فيها من واجب، وفرض، وسنة، وأن يتحقق بمقام الإحسان الذي هو أعلى المقامات. وذلك بأن يقوم إليها مستحضرا وقوفه بين يدي ربه، وأنه يناجيه بما يقوله من قراءة وذكر ودعاء، ويخضع له في قيامه وركوعه، وسجوده وخفضه ورفعه.___

 

ويعينه على هذا المقصد الجليل: توطين نفسه على ذلك من غير تردد ولا كسل قلبي، ويستحضر في كل صلاة أنها صلاة مودع، كأنه لا يصلي غيرها.

 

ومعلوم أن المودع يجتهد اجتهادا يبذل فيه كل وسعه. ولا يزال مستصحبا لهذه المعاني النافعة، والأسباب القوية، حتى يسهل عليه الأمر، ويتعود ذلك.

 

والصلاة على هذا الوجه، تنهى صاحبها عن كل خلق رذيل، وتحثه على كل خلق جميل، لما تؤثره في نفسه من زيادة الإيمان، ونور القلب وسروره، ورغبته التامة في الخير.

 

وانظر "السلسلة الصحيحة" (1/ 758) (رقم: 401)

 

وورد في مسند الشهاب القضاعي (2/ 93) (رقم: 952): عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ حَدِّثْنِي حَدِيثًا وَاجْعَلْهُ مُوجَزًا لَعَلِّي أَعِيهِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، كَأَنَّكَ لَا تُصَلِّي بَعْدَهَا، وَايْأَسْ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ تَعِشْ غَنِيًّا، وَإِيَّاكَ وَمَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ»[5]

وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 544) (رقم: 1914).

 

وفي "المعجم الكبير" للطبراني (6/ 44) (رقم: 5459) : عَنْ سَعْدِ بْنِ عُمَارةَ (أَخِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ):

أَنَّ رَجُلًا قَالَ لَهُ: عِظْنِي فِي نَفْسِي يَرْحَمُكَ اللهُ، قَالَ: «إِذَا أَنْتَ قُمْتَ إِلَى الصَّلَاةِ، فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا إِيْمَانَ لِمَنْ لَا صَلَاةَ لَهُ» ،

ثُمَّ قَالَ: «إِذَا أَنْتَ صَلَّيْتَ، فَصَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ، وَاتْرُكْ طَلَبَ كَثِيرٍ مِنَ الْحَاجَاتِ، فَإِنَّهُ فَقْرٌ حَاضِرٌ، وَأجْمَعِ الْيَأْسَ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغِنَى، وَانْظُرْ إِلَى مَا تَعْتَذِرُ مِنْهُ مِنَ الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، فَاجْتَنِبْهُ»[6]

وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها (4/ 545)

 

وقال الألباني _رحمه الله_ في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6/ 821):

"(تنبيه) : لقد اعتاد بعض الأئمة أن يأمروا المصلين عند اصطفافهم للصلاة ببعض ما جاء في هذا الحديث كقوله: " صلوا صلاة مودع "، فأرى أنه لا بأس في ذلك أحيانا، وأما اتخاذه عادة فمحدثة وبدعة." اهـ

 

وفي صحيح الترغيب والترهيب (3/ 309) (رقم: 3351):

وروى الطبراني عن رجل من بني النخع قال:

سمعتُ أبا الدرداءِ حينَ حضرَتْهُ الوَفاةُ قال: أحدِّثكُم حديثاً سمِعْتُه مِنْ رسولِ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سمِعْتُه يقول:

"اعْبدِ الله كأنَّك تَراه، فإنْ لَمْ تكُنْ تَراه فإنَّه يراكَ، واعْدُدْ نفْسَك في الموْتَى، وإيَّاك ودَعْوةَ المظْلومِ، فإنَّها تُسْتَجابُ" الحديث." اهـ حديث حسن لغيره

 

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة (ص: 151)

وأما الوصية الثانية: فهي حفظ اللسان ومراقبته، فإن حفظ اللسان عليه المدار، وهو ملاك أمر العبد.

فمتى ملك العبد لسانه ملك جميع أعضائه، ومتى ملكه لسانُه، فلم يَصُنْهُ عن الكلامِ الضارِ، فإن أمره يختل في دينه ودنياه.

فلا يتكلم بكلام، إلا قد عرف نفعه في دينه أو دنياه.

وكل كلام يحتمل أن يكون فيه انتقاد أو اعتذار فليدعه، فإنه إذا تكلم به ملكه الكلام، وصار أسيرا له. وربما أحدث عليه ضررا لا يتمكن من تلافيه[7].

 

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الوزارة (ص: 151):

"وأما الوصية الثالثة: فهي توطين النفس على التعلق بالله وحده، في أمور معاشه ومعاده، فلا يسأل إلا الله، ولا يطمع إلا في فضله،

 

ويوطن نفسه على اليأس مما في أيدي الناس، فإن اليأس عصمة، ومن أيس من شيء استغنى عنه.

 

فكما أنه لا يسأل بلسانه إلا الله، فلا يعلق قلبه إلا بالله. فيبقى عبدا لله حقيقة، سالما من عبودية الخلق.

 

قد تحرر من رقهم، واكتسب بذلك العز والشرف؛ فإن المتعلق بالخلق يكتسب الذل والسقوط بحسب تعلقه بهم. والله أعلم." اهـ

 



[1] وفي حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 543):

"قَوْلُهُ: (وَأَوْجِزْ) أَيِ: اقْتَصِرْ عَلَى خُلَاصَةِ الْأَمْرِ لِيَكُونَ أَسْهَلَ لِلضَّبْطِ، أَوْ أَدِّ ذَلِكَ الْعِلْمَ الْمَطْلُوبَ بِكَلَامٍ مُخْتَصَرٍ، الْمُوجَزُ لَفْظٌ جَامِعٌ لِلْعِلْمِ الْكَثِيرِ مَعْنًى." اهـ

[2] وفي حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 543) : "(وَأَجْمِعْ) أَيِ: اعْتَقِدْ وَاعْزِمْ وَاحْكُمْ فِي قَلْبِكَ."

[3] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3270)

(" مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ ") أَيْ قَنَاعَةً بِالْكِفَايَةِ الْمُقَدَّرَةِ بِالْقِسْمَةِ الْمُحَرَّرَةِ الْمُقَرَّرَةِ. فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الزخرف: 32] إِلَى أَنْ قَالَ: {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 35]

وفي فيض القدير (1/ 419):

"قال الراغب: وأكثر ما يقال أجمع فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر نحو: {فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ} [يونس: 71]، والإياس: القنوط وقطع الأمل." اهـ

[4] وفي تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن (ص: 563):

"أي: ظن المؤمنون بعضهم ببعض خيرا، وهو السلامة مما رموا به، وأن ما معهم من الإيمان المعلوم، يدفع ما قيل فيهم من الإفك الباطل، {وَقَالُوا} بسبب ذلك الظن

{سُبْحَانَكَ} أي: تنزيها لك من كل سوء، وعن أن تبتلي أصفياءك بالأمور الشنيعة،

{هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ} أي: كذب وبهت، من أعظم الأشياء، وأبينها. فهذا من الظن الواجب، حين سماع المؤمن عن أخيه المؤمن، مثل هذا الكلام، أن يبرئه بلسانه، ويكذب القائل لذلك." اهـ

[5]  وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4/ 358) (رقم: 4427)، وَالْمُخَلِّصُ في "المخلِّصِيَّاتُ" (2/ 99 و 4/ 102) (رقم: 1121 و 3073)، والبيهقي في "الزهد الكبير" (ص: 210) (رقم: 528)، وابن عساكر في "معجمه" (1/ 274) (رقم: 323)

[6]  وأخرجه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (2/ 903) (رقم: 946)، وأبو بكر بن الخلال في السنة (4/ 151) (رقم: 1397)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3/ 1281) (رقم: 3216).

[7]  قال ابن منظور _رحمه الله_ في لسان العرب (6/ 135) : "قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: تَلَافَى تَدَارَكَ." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة