شرح الحديث 57_60 من كتاب الأدب المفرد للأبي فائزة البوجيسي

  

57 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»

[قال الشيخ الألباني : صحيح]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 34) (رقم: 57)، وفي "صحيحه" (8/ 5) (رقم: 5985)، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" (11/ 496) (رقم: 6620)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: 101) (رقم: 269)، وأبو بكر العطار في "الأحاديث عن شيوخه" (ص: 276) (رقم: 832)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 327) (رقم: 7571)، البر والصلة لابن الجوزي (ص: 154) (رقم: 225).

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (صدوق: ت 236 هـ):

إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام القرشى الأسدي الحزامي ، أبو إسحاق المدني، روى له :  خ ت س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْنٍ (ثقة: ت بعد 190 هـ):

محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري، أبو يونس المدني، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خ د ت ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي (مقبول: ت 198 هـ)[1]:

معن بن محمد بن معن بن نضلة بن عمرو الغفاري، الحجازي، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له :  خ م س ق

 

عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ (ثقة : ت 120 هـ):

سعيد بن أبى سعيد : كيسان المقبرى ، أبو سعد المدني، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ _رضي الله عنه_ (57 هـ):

أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليماني، روى له :  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ»

 

من فوائد الحديث:

 

قال الإثيوبي في "البحر المحيط الثجاج" (40/ 309)

 في فوائده:

1 - (منها): بيان فضل صلة الرحم.

2 - (ومنها): بيان بَسْط الرزق، وطول العمر بسبب صلة الرحم.

3 - (ومنها): بيان أن الرزق والأجل يزاد فيهما بصلة الرحم، وقد قدّمت أن الصحيح كون الزيادة حقيقةً، لا مجازًا، والله تعالى أعلم.

4 - (ومنها): بيان أن فعل الخير، كصلة الرحم، ونحوها سبب الفلاح في الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج: 77]،

والله تعالى أعلم." اهـ

  

29_بَابُ مَنْ وَصَلَ رَحِمَهُ أَحَبَّهُ أَهْلُهُ

 

58 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَغْرَاءَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

(مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ، وَوَصَلَ رَحِمَهُ، نُسِّئَ فِي أَجَلِهِ، وَثَرَى مَالُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ)

[قال الشيخ الألباني: حسن]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 34 و 35) (رقم: 58 و 59)، ووكيع بن الجَرَّاحِ الرؤاسي في "الزهد" (ص: 714) (رقم: 408)، وهناد بن السري في "الزهد" (2/ 491)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (5/ 217) (رقم: 25391)، وابن معين في "تاريخه" - رواية الدوري (3/ 525 و 4/ 67) (رقم: 2567 و 3179)، والحسين بن حرب المروزي في "البر والصلة" (ص: 103 و 104) (رقم: 198 و 200)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/ 387) (رقم: 694)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10/ 344) (رقم: 7600).

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ (ثقة : ت 223 هـ):

محمد بن كثير العبدى ، أبو عبد الله البصرى، روى له :  خ م د ت س ق 

 

قَالَ: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ (ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة : 161 هـ):

سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، أبو عبد الله الكوفي، من كبار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (ثقة : 129 هـ بـ الكوفة):

عمرو بن عبد الله بن عبيد الهَمْدَانِي: أبو إسحاق السبيعى الكوفي، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

عَنْ مَغْرَاءَ (مقبول)[2]:

مَغْرَاءُ العَبْدِيُّ: أبو المخارق الكوفي، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ د

 

قلت: وقال مغلطاي الحنفي _رحمه الله_ في "إكمال تهذيب الكمال" (11/ 315):

"وفي كتاب «الثقات»: الكندي، وفي كتاب أبي العرب عن أحمد بن صالح الكوفي: لا بأس به.

وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وقال ابن القطان: مغراء بن المخارق العبدي، لم يعرف فيه ما يترك حديثه، وروى عنه جماعة." اهـ

وقال ابن كثير الدمشقي _رحمه الله_ في "التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" (1/ 126) (رقم: 143): "ذكره ابن حبان في «الثقات»." اهـ

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ _رضي الله_ (ت 73 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوي: أبو عبد الرحمن المكي المدني، روى له:  خ م د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:

(مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ، وَوَصَلَ رَحِمَهُ، نُسِّئَ فِي أَجَلِهِ، وَثَرَى مَالُهُ، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ)

 

شرح الحديث:

 

وفي الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 598) (رقم: 766) بإسناده : عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَتِيقٍ[3]، قَالَ: لَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ قَالَ طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ: " اتَّقُوهَا بِالتَّقْوَى"

قَالُوا: "وَمَا التَّقْوَى" قَالَ: (أَنْ تَعْمَلَ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنْ نُورِ اللَّهِ رَجَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ , وَالتَّقْوَى تَرْكُ مَعَاصِي اللَّهِ عَلَى نُورٍ مِنَ اللَّهِ خَوْفَ عِقَابِ اللَّهِ)."

 

فتح الباري لابن حجر (11/ 303)

وَمَنِ اتَّقَى رَبَّهُ كَفَّ عَنِ الْمُحَرَّمَاتِ وَفَعَلَ الْوَاجِبَاتِ

 

عمدة القاري شرح صحيح البخاري (15/ 245):

"من اتَّقى ربه عز وَجل شرف لِأَن التَّقْوَى تحمله على أَسبَاب الْعِزّ لِأَنَّهَا تبعده عَن الطمع فِي كثير من الْمُبَاح، فضلا عَن غَيره وَمن المآثم، وَمَا ذَاك إلاَّ من أسره هَوَاهُ." اهـ

 

من فوائد الحديث:

 

قال محمد لقمان السلفي _حفظه الله_ في "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص ٥٠)

فقه الحديثين (58 و 59):

1_ التقوى وصلة الأرحام هما سببان رئيسان للتوسعة والبركة في المال والحياة وجلب المحبة والتوقير من أفراد الأسرة .

 

قال زيد بن محمد المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ٨٤):

* في هـذا الأثر المتفق مع ما قبله: بيـان الفوائد المترتبة على صلة الرحم،

* ويجب أن يكون الباعث على الصلة تقوى الله _عز وجل_، لا مجاملة الناس، بل تقوى الله؛ لأنه أمر بصلة الأرحام ونهى عـن القطيعة،

فمن اتقى الله ووصـل أهله (أي: قرابته من قبل أبيه وقبـل أمه)، فاز بهذه الفضائل العظيمة، ومنها:

* البسط في الرزق، فيكون مستور الحال مكفيا لا يحتاج إلى أحد، وبارك الله له في عمره وفي العمل الذي يعمله وهو على قيد الحياة، من أداء الفرائض والواجبات والمستحبات وترك المحرمات،

* وكذلك أحبه أهله؛ لأنه من الواصلين بالكلمة الطيبة، والواصلين بالأقدامِ والمحادثةِ والاستفسارِ عن الأحوال ومشاركتِهم فَرَحَهُمْ وَحُزْنَهُمْ،

فيكون محبوبا في أهله؛ لأنه ما نَسِيَهُمْ، ولا أعرض عنهـم ولا تَرَكَهُمْ، وإنها وصل احتسابا الله _عز وجل_، ورجـاءً لهذا الثواب العظيم، وخوفا من القطيعة التي تترتب عليها عقوبات عاجلة وعقوبات آجلة،

وكفى بهذه النصوص ترغيبا في الصلة وترهيبا من القطيعة." اهـ

  

59 - حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنِي مَغْرَاءُ أَبُو مُخَارِقٍ هُوَ الْعَبْدِيُّ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ:

(مَنِ اتَّقَى رَبَّهُ، وَوَصَلَ رَحِمَهُ، أُنْسِئَ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَثَرَى مَالُهُ[4]، وَأَحَبَّهُ أَهْلُهُ)

[قال الشيخ الألباني : حسن]

 

تخريج الحديث:

 

تقدم تخريجه في الحديث السابق (رقم: 58)

 

رواة الحديث:

 

حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ (ثقة ثبت : 218 هـ):

الفضل بن دكين:  أبو نعيم الملائي الكوفي، من صغار أتباع التابعين، روى له :  خ م د ت س ق

 

قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (صدوق : ت 152 هـ):

يونس بن أبى إسحاق (عمرو) بن عبد الله الهمداني السبيعى: أبو إسرائيل الكوفي، من صغار التابعين، روى له :  خد م د ت س ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنِي مَغْرَاءُ أَبُو مُخَارِقٍ هُوَ الْعَبْدِيُّ (مقبول):

مَغْرَاءُ العَبْدِيُّ: أبو المخارق الكوفي، طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له:  بخ د

 

قَالَ ابْنُ عُمَرَ _رضي الله_ (ت 73 هـ):

عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى العدوي: أبو عبد الرحمن المكي المدني، روى له:  خ م د ت س ق

  

30_بَابُ بِرِّ الْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ

 

60 - حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، عَنْ بَحِيرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ:

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

«إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ»

[قال الشيخ الألباني: صحيح]

 

حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ (ثقة : ت 224 هـ):

حيوة بن شريح بن يزيد الحضرمي: أبو العباس الحمصي، روى له :  خ د ت ق 

 

قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ (صدوق كثير التدليس عن الضعفاء : ت 197 هـ):

بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن حريز الكلاعي الحميرى الميتمى: أبو يحمد الحمصي، من الوسطى من أتباع التابعين، روى له :  خت م د ت س ق 

 

عَنْ بَحِيرٍ (ثقة ثبت):

بَحِيْرِ بْنِ سَعْدٍ السَّحُوْلِي الكَلَاعِي الحميري: أبو خالد الحمصى (والسحول أخو الخبائر، وهو بطن من ذى الكلاع من حمير)، من الذين عاصروا صغار التابعين، روى له :  بخ د ت س ق

 

عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ (ثقة : ت 103 هـ):

خالد بن معدان بن أبى كرب الكلاعى: أبو عبد الله الشامي الحمصي، من الوسطى من التابعين، روى له :  خ م د ت س ق 

 

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ (87 هـ  بـ الشام):

المقدام بن معدي كَرِبَ بْنِ عمرٍو الكندي ، أبو كريمة و قيل أبو يحيى (نزل الشام، وسكن حمص)، روى له :  خ د ت س ق

 

نص الحديث:

 

عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِآبَائِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِالْأَقْرَبِ فَالْأَقْرَبِ»

 

شرح الحديث:

 

قال الله _تعالى_ :

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } [لقمان: 14]

 

وقال _تعالى_ :

{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [الأحقاف: 15]

 

تخريج الحديث:

 

أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (ص: 35) (رقم: 60)، وابن ماجه في "سننه" (2/ 1207) (رقم: 3661)، وأحمد في "مسنده" – ط. عالم الكتب (4/ 131 و 4/ 132) (رقم: 17184 و 17187)، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما "بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث" (1/ 549) (رقم: 495)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/ 393_394) (رقم: 2441 و 2442)، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 270_271 و 20/ 274) (رقم: 637_640 و 648)، وفي "مسند الشاميين" (1/ 116 و 1/ 243 و 2/ 170) (رقم: 177 و 431 و 1128)، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الفوائد" (ص: 50) (رقم: 20)، وابن شاهين البغدادي في "الترغيب في فضائل الأعمال" (ص: 93) (رقم: 297)، والحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (4/ 167) (رقم: 7246)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 301) (رقم: 7766)، وفي "شعب الإيمان" (10/ 257) (رقم: 7461).

 

من فوائد الحديث:

 

قال محمد لقمان السلفي _حفظه الله_ في "رش البرد شرح الأدب المفرد" (ص ٥١):

"فقه الحديث (60):

1_ وصية الرسول ﷺ المؤكدة بحسن الصحبة مع الأم كانت بسبب المشقة التي يعانيها من الحمل والوضع والرضاع وبسبب تهاون الناس عن أداء حقوقها غالبا، فالتكرار يفيد التوكيد .

۲_ عدم التكرار في الوصية مع الأقارب يشير إلى أن حقهم وإن كان متأكدا ولكن ليس هذا التأكد مثل تأكد حق الأبوين .

۳ ـ تكرار الفعل مع التوكيد يدل على الاهتمام بالوصية ." اهـ

 

قال زيد بن محمد بن هادي المدخلي _رحمه الله_ في "عون الأحد الصمد" (١/ ٨5_86):

"وهـذا الحديث حق، وهـو يفيد أن أولى القرابة منك بالجميل وإسداء المعروف: الأبوان، والأم أكثـر لمـا تحملت من المتاعب والمصاعب التي واجهتها،

* مِنْ حِيْنِ أن يكون الابن نطفةً في قرار مكين إلى علقةٍ إلى مُضْغَةٍ إلى أن يكون جنينًا،

* فتحمله تسعة أشهر غالبا، فتضع وتقاسي من ألَمِ الْوَضْـعِ مـا هو معلوم لـدى العقلاء،

* ثم يأتي دور الرضاعة في حولين،

* ثم يأتي دور الحضانة في عدة سنوات، وهكذا تبقى الأم متعلقة بابنها وإن كبر سنه،

لذا استحقت الأم من البر ثلاثةَ أنـواع كـا في الحديث الآخر وهو :

أن رجلا جاء إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_، فقال: «من أحق الناس وسلم بحسن صحابتي؟» قال: «أمك» قال: «ثم من؟» قال: «أمك»، قال: «ثم من؟» قال: «أمك»، قال: «ثم من؟» قال: «أبوك»،

وما ذلك إلا لما واجهته الأمُّ من المشقات، ولما ألقى الله في قلبها مـن المحبـة والعناية بابنها سـواءٌ كان ذكرا أو أنثى،

فيجب أن يستشعر المسلم هذه الأسبابَ وهذه الأمورَ التي بذلتها الأم، وقاستها بسبب ابنها،

فإذا وفقه الله صار بارا بأمه بالكلمة الطيبة وبالتعليم وبالخدمة، لاسيما عند الحاجة، فقد تكبر الأم فتعجز عن قضاء حاجاتها،

فيرى الابن ذكرا وأنثى الجميل الذي قدمته وصنعته في الوقت الذي لا يستطيع أن يميط عن نفسه الأذى، ولا يجلـب لنفسه المصلحةَ، وهذا أمـر يعرفه العقلاء من الناس ويقدرونه،

ويليهـا في القرابة: الأب لما له من المتاعب، ولما له من السبب الأعظم، فإنه صار سببا في وجود الابن ذكرا كان أو أنثى مع الأم،

كلاهما سببٌ في وجوده وحياته كما هـي فطرة الله _عز وجل_ الذي فطر الناس عليها، ___وهو الزواج بين ذكر وأنثى،

فتنشـأ الخليقة وتتكاثر ويكثر سـوادها بسبب الزواج الذي حض عليـه النبي _صلى الله عليه وسلم_ بقوله: «تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة».

سببه : الأب والأم،

قوله: ثـم الأقرب فالأقرب، أي كذلك ينتقل البر إلى أقرب شخص كالبر بالأبناء، ثـم البر بالإخوة، ثم بالأعمام والبر بالأخوال ذكورا وإناثا، وهكذا يمتد البر والصلة إلى كل مـن تمـت إليهـم بصلة، ويتفقون معك في النسب من قبل الأب أو الأم وذلك بحسب القدرة والاستطاعة." اهـ

 



[1] وفي "موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله" (2/ 659) (رقم: 3552): "قال الحاكم: قلتُ للدَّارَقُطْنِيِّ معن بن محمد الغفاري؟ قال ثقة." اهـ

وفي "التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" (1/ 125) لابن كثير: "ذكره ابن حبان في «الثقات»." اهـ

[2] وقال مغلطاي الحنفي _رحمه الله_ في "إكمال تهذيب الكمال" (11/ 315):

"وفي كتاب «الثقات»: الكندي، وفي كتاب أبي العرب عن أحمد بن صالح الكوفي: لا بأس به.

وخرج الحاكم حديثه في الشواهد، وقال ابن القطان: مغراء بن المخارق العبدي، لم يعرف فيه ما يترك حديثه، وروى عنه جماعة." اهـ

وقال ابن كثير _رحمه الله_ في "التكميل في الجرح والتعديل ومعرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" (1/ 126) (رقم: 143): "ذكره ابن حبان في «الثقات»." اهـ

[3] سليمان بن عتيق الحجازي المدني، من طبقة تلى الوسطى من التابعين، روى له :  مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، وهو صدوق عند الحافظ.

[4] وفي فتح الباري لابن حجر (10/ 416) : "وَسُمِّيَ الْأَجَلُ أَثَرًا لِأَنَّهُ يَتْبَعُ الْعُمُرِ." اهـ

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة