شرح عقيدة الإمام البخاري -رحمه الله-

مِنْحَةُ الْبَارِيْ

في بيان عقائد الإمام البخاري

 

 

 

 

كتبه:

عبد القادر أبو فائزة البوجيسي

 

 

الباب الأول

ترجمة الإمام البخاري

 

*     ذكر نسبه ومولده ونشأته ولا ومبدأ طلبه للحديث

 

-   نسبه : هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي

-   مولده: ولد يوم الجمعة بعد الصلاة لثلاث عشرة ليلة خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة (194 هـ)  ببخارا[1]

-   نشأته : ولد البخاري في بيت علم. وقد كان والده إسماعيل بن إبراهيم ممن اشتغل بالحديث. روى عن حماد بن زيد ومالك, وعنه العراقيون،

* قال محمد بن الفضل البلخي : "ذهبت عينا محمد بن إسماعيل في صغره، فرأتْ والدتُه في المنام إبراهيمَ الخليلَ -عليه السلام-، فقال لها : (يا هذه، قد رد الله على ابنك بصرَهُ لكثرة بكائِك أو كثرة دعائِكَ)،

فأصبحنا وقد رد الله عليه بصره".[2]

* وقال الفربري سمعت محمد بن أبي حاتم وراقَ البخاري يقول: سمعت البخاري يقول: "ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتاب." قلت: "وَكم أَتَى عَلَيْك إِذْ ذَاك؟" فَقَالَ: عَشْرُ سِنِين أَو أقلُّ، ثمَّ خرجت من الْكتاب، فَجعلت أختلف إِلَى الداخلي وَغَيره".[3]

 

*     شيوخه وتلاميذه

1.  من شيوخه :

_ محمد بن عبد الله الأنصاري

_ أبو عاصم النبيل

_ أبو نعيم الفضل بن دكين

_ أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر

_ سليمان بن حرب

_ قتيبة بن سعيد

_ نعيم بن حماد

_ علي بن المديني

_ ابن معين

_ أحمد بن حنبل

_ إسحاق بن راهويه

_ الذهلي

_ أبو حاتم الرازي

_ عبد بن حميد الكشي

_ وغيرهم كثير

 

2. من تلاميذه :

_ مسلم بن الحجاج النيسابوري

_ أبو عيسى الترمذي

_ النسائي

_ ابن خزيمة

_ محمد بن نصر المروزي

_ ابن أبي الدنيا

_ البزار

_ أبو بكر بن أبي داود

_ أبو القاسم البغوي

_ أبو حاتم الرازي

_ أبو زرعة الرازي

_ أبو عبد الله الْمَحَامِلي

- وغيرهم كثير

 

*     ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضائله

كرمه وزهده:

قال أبو سعيد بكر بن منير:

"كان حُمِلَ إلى محمدِ بْنِ إسماعيلَ بِضَاعَةٌ، أنفذها إليه أبو حفص، فاجتمع بعض التجار إليه بالعشية وطلبوها منه بربح__خمسة آلاف (5000) درهم فقال لهم انصرفوا الليلة فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه البضاعة بربح عشرة آلاف (10000) درهم فردهم وقال أني نويت البارحة أن أدفعها إلى الأولين فدفعها إليهم وقال لا أحب أن أنقض نيتي".[4]

 

تغليق التعليق (5/ 412)

وَقَالَ سُلَيْمُ بن مُجَاهِد: "مَا رَأَيْت مُنْذُ سِتِّينَ سنة أحدا أفقه وَلَا أورع وَلَا أزهد فِي الدُّنْيَا من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل." اهـ

 

-      صبره وجلده في الطلب:

* وقال وراق البخاري سمعته يقول :

"خرجت إلى آدم بن أبي إياس، فتأخرتْ نفقتِيْ حتى جعلت أتناول حَشِيْشَ الأرض، فلما كان في اليوم الثالث أتاني رجل لا أعرفه فأعطاني صرة فيها دنانير".[5]

* قال محمد بن أبي حاتم الوراق:

"كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيت واحد إلا في القيظ، فكنت أراه يقوم في الليلة الواحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة، في كل ذلك يأخذ القداحة، فَيُوْرِيْ نارًا بِيَدِهِ، ويُسْرِجُ، ويخرِّجُ أحاديثَ، فَيُعَلِّمُ عليها ثم يضع رأسه، فقلت له: "إنك تحمل على نفسك كل هذا، ولا توقظني؟" قال: (أنت شابٌ، فلا أحبُّ أن أفسد عليك نومك).

 

-      حرصه على الطاعة والعبادة:

* قال [ابن أبي حاتم]: "وكان يصلي في وقت السحر ثلاث عشرة ركعة ويوتر منها بواحدة".[6]

* وقال الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي السليماني: سمعت علي بن محمد بن منصور يقول: سمعت أبي يقول:

"كنا في مجلس أبي عبد الله البخاري فرفع إنسان من لحيته قذاة وطرحها إلى الأرض،

قال: "فرأيت محمد بن إسماعيل ينظر إليها وإلى الناس. فلما غفل الناس، رأيته مد يده، فرفع القذاة من الأرض، فأدخلها في كمه.

فلما خرج من المسجد، رأيته أخرجها، وطرحها على الأرض، فكأنه صان المسجد عما تصان عنه لحيته".[7]

*     قوة حفظه واستحضاره لمروياته:

تهذيب التهذيب (9/ 54):

قال: وسمعت بعض أصحابنا يقول:

سمعت العقيلي: لما ألف البخاري كتابه الصحيح عرضه على بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهم فامتحنوه، وكلهم قال: "كتابك صحيح الا أربعة أحاديث." قال العقيلي: "والقول فيها قول البخاري، وهي صحيحه." اهـ

 

فتح الباري لابن حجر (1/ 486):

"أَحْمد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ سَمِعت أَبَا أَحْمد بن عدي الْحَافِظ يَقُول: سَمِعت عدَّة من مَشَايِخ بَغْدَاد يَقُولُونَ:

"إِن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ قدم بَغْدَاد، فَسمع بِهِ أَصْحَاب الحَدِيث، فَاجْتمعُوا، وَأَرَادُوا امتحانَ حِفْظِهِ،

فعمَدوا إِلَى مائَة حَدِيث، فقلَّبوا مُتُوْنَهَا وأسانيدَهَا، وَجعلُوا متن هَذَا الْإِسْنَاد لإسناد آخر، وَإسْنَادَ هَذَا الْمَتْن لمتنٍ آخرَ، ودفعوها إِلَى عشرَة أنفس، لكل رجل عشرَة أَحَادِيث.

وَأمرُوهُمْ إِذا حَضَرُوا الْمجْلس أَن يلْقوا ذَلِك على البُخَارِيّ، وَأخذُوا عَلَيْهِ الْموعد للمجلس، فَحَضَرُوا، وَحضر جمَاعَةٌ من الغرباء من أهل خُرَاسَان وَغَيْرِهِمْ وَمِنَ البغداديين.

فَلَمَّا اطْمَأَن الْمجْلس بأَهْله، انتدب رجل من الْعشْرَة، فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث من تِلْكَ الْأَحَادِيث، فَقَالَ البُخَارِيّ: (لَا أعرفهُ)،

فَمَا زَالَ يُلْقِيْ عَلَيْهِ وَاحِدًا بعد وَاحِدٍ حَتَّى فرغ، والبُخَارِيُّ يَقُول: (لَا أعرفهُ)،

وَكَانَ الْعلمَاء مِمَّن حضر الْمجْلس يلْتَفت بَعضهم إِلَى بعض، وَيَقُولُونَ: (فَهِمَ الرجُلُ)، وَمن كَانَ لم يدر الْقِصَّة يقْضِي على البُخَارِيّ بِالْعَجزِ وَالتَّقْصِير وَقلة الْحِفْظ.

ثمَّ انتدب رجل من الْعشْرَة أَيْضا فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث من تِلْكَ الْأَحَادِيث المقلوبة، فَقَالَ: (لَا أعرفهُ)، فَسَأَلَهُ عَن آخر، فَقَالَ: (لَا أعرفهُ)،

فَلم يزل يُلْقِيْ عَلَيْهِ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى فرغ من عشرته، وَالْبُخَارِيّ يَقُول: (لَا أعرفهُ)

ثمَّ انتدب الثَّالِث وَالرَّابِع إِلَى تَمام الْعشْرَة حَتَّى فرغوا كلهم من إِلْقَاء تِلْكَ الْأَحَادِيث المقلوبة، وَالْبُخَارِيّ لَا يزيدهم على: (لَا أعرفهُ)

فَلَمَّا علم أَنهم قد فرغوا اِلْتَفَتَ إِلَى الأول، فَقَالَ: (أما حَدِيثك الأول، فَقلت كَذَا، وَصَوَابُه كَذَا. وحديثك الثَّانِي كَذَا، وَصَوَابه كَذَا. وَالثَّالِث وَالرَّابِع على الْوَلَاء، حَتَّى أَتَى على تَمام الْعشْرَة،

فَرد كل متن إِلَى إِسْنَاده، وكلَّ إِسْنَادٍ إِلَى مَتْنِهِ. وَفعل بالآخرين مثل ذَلِك، فَأقر النَّاس لَهُ بِالْحِفْظِ وأذعنوا لَهُ بِالْفَضْلِ.

قلت: هُنَا يخضع للْبُخَارِيّ، فَمَا الْعجب من رده الْخَطَأ إِلَى الصَّوَاب، فَإِنَّهُ كَانَ حَافِظًا بل الْعجب من حفظه للخطأ على تَرْتِيب مَا ألقوه عَلَيْهِ من مرّة وَاحِدَة." اهـ [أخرجه تاريخ بغداد ت بشار (2/ 340)]

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 24)

سليم بن مجاهد يقول:

"كنت عند محمد بن سلاَّم البيكندي، فقال لي:

"لو جئت قبلُ، لرأيت صَبِيًّا يحفظ سبعين ألف حديثٍ."

قَالَ: "فخرجت في طلبه حتى لقيته. فقلت: "أنت الذي تقول: (أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟)،

قَالَ [البخاري][8]: (نعم، وأكثر منه، ولا أجيئك بحديث من الصحابة أو التابعين، إلا عرفتُ مولدَ أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم. ولست أروي حديثا من حديث الصحابة أو التابعين، إلا ولِيْ في ذلك أصلٌ، أحفظ حفظا عن كتاب الله وسنة رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_." اهـ

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 25)

محمد بن حمدويه يقول سمعت محمد بن إسماعيل يقول: أحفظ مائة ألف حديث صحيح، وأحفظ مائتي ألف حديث غير صحيح

 

*     ثناء الناس عليه وتعظيمهم له

-      علمه بالحديث :

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 27)

عبد الله بن حماد الآمُلِي يقول: "وددت أني شعرة في صدر محمد بن إسماعيل." اهـ

 

قال الحاكم سمعت أبا الطيب يقول:

سمعت ابن خزيمة يقول: "ما رأيت تحت أديم السماء أعلم بحديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ولا أحفَظَ له من البخاري. [9]

 

وفي تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 22):

موسى بن هارون الحمال ببغداد يقول: "عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل محمد بن إسماعيل آخر ما قدروا عليه." اهـ

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 21)

عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ بْنِ حنبل يقول:

سمعت أبي يقول: "انتهى الحفظ إلى أربعة من أهل خراسان: أبو زرعة الرازي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي." اهـ

 

-      علمه بالفقه :

وقال اسحاق بن راهويه:

"يا معشر أصحاب الحديث، اُكْتُبُوْا عن هذا الشابِّ، فإنه لو كان في زمن الحسن بن أبي الحسن، لاحتاج الناس إليه لمعرفته بالحديث وفقهه." [تهذيب التهذيب (9/ 53)]

 

وقال حاشد بن عبدالله: سمعت المسندي يقول: "محمد بن اسماعيل إمام، فمن لم يجعله إماما فاتهمه". [تهذيب التهذيب (9/ 53)]

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 21)

يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول: "محمد بن إسماعيل فقيه هذه الأمة." اهـ

 

-      علمه بعلل الحديث:

وقال أيضا: "رأيت محمد بن رافع وعمرو بن زرارة عند محمد بن اسماعيل يسألانه عن علل الحديث فلما قاما قالا لمن حضر: (لا تخدعوا عن أبي عبد الله، فإنه أفقه منا وأعلم وأبصر)".[10]

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 24)

وَقَالَ محمد بن أبي حاتم: سمعت محمد بن إسماعيل يقول قَالَ لي محمد بن سلام: انظر في كتبي، فما وجدت فيها من خطأ فأضرب عليه، كي لا أرويه، ففعلت ذلك، وكان محمد بن سلام كتب عند الأحاديث التي احكمها محمد بن إسماعيل:

رضي الفتى، وفي الأحاديث الضعيفة: لم يرض الفتى. فقال له بعض أصحابه: من هذا الفتى؟ فقال: هو الذي ليس مثله، محمد بن إسماعيل

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 26)

أبو عيسى الترمذي قَالَ: ولم أر أحدا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أعلم من محمد بن إسماعيل.

 

*     المحنة التي دارت بين البخاري وبين محمد بن يحيى الذهلي

-      أحسن ما قيل فيه : ما قال أبو أحمد بن عدي :

"ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمد بن إسماعيل لما ورد نيسابور، واجتمع الناس عنده، حسده بعض شيوخ الوقت، فقال لأصحاب الحديث أن محمد بن إسماعيل يقول: "لفظي بالقرآن مخلوق".

فلما حضر المجلس، قام إليه رجل، فقال: "يا أبا عبد الله ما تقول في اللفظ بالقرآن، مخلوقٌ هو أو غيْرُ مخلوق؟"

فأعرض عنه البخاري، وَلَمْ يُجِبْهُ ثلاثًا، فألح عليه، فقال البخاري: (القرآن كلام الله غير مخلوق، وأفعال العباد مخلوقة، وَالْاِمْتِحَانُ بِدْعَةٌ".

فشغب الرجل وقال: "قد قال: (لفظي بالقرآن مخلوق)". [مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 491)]

وفي تهذيب التهذيب (9/ 54) للحافظ:

"وقال محمد بن نصر المروزي: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: "من قال عني : إني قلت (لفظي بالقرآن مخلوق)، فقد كذب. وإنما قلت: أفعال العباد مخلوقة." اهـ

 

-      وفي طبقات الحنابلة (1/ 278_279) لأبي يعلى:

"وقال مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ البخاري:

قلت لأبي عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل: "أنا رجل مبتلى قد ابْتُلِيْتُ أن لا أقول لك، ولكن أقول، فإن أنكرت شيئا___فردني عنه القرآن من أوله إلى آخره: (كلام اللَّه، ليس شيْءٌ مِنْهُ مخلوقٌ، ومن قَالَ: "إنه مخلوق أو شيء منه مخلوق"، فهو كافر. ومن زعم أن لفظه بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهمي كافر)، قَالَ: نعم." اهـ

 

تهذيب التهذيب (9/ 54):

"وقال أبو عمرو الخفاف[11] حدثنا التقيُّ النقِيُّ العالِمُ الذي لم أر مثله محمد بن إسماعيل، وهو أعلم بالحديث من إسحاق وأحمد وغيرهما بعشرين درجةً، ومن قال فيه شيئا، فعليه مني ألفُ لعنةٍ." اهـ

 

تاريخ بغداد وذيوله ط العلمية (2/ 31):

أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بـ(الخفاف) ببخارى يقول:

"كنا يوما عند محمّد بن إسحاق القيسي، ومعنا محمد بن نصر المروزي، فجرى ذكر محمد بن إسماعيل البخاري، فقال محمّد ابن نصر: "سمعته يقول: "من زعم أني قلت (لفظي بالقرآن مخلوق، فهو كذاب، فإني لم أقله).

فقلت له: "يا أبا عبد الله قد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه؟"

فقال: "ليس إلا ما أقول، وأحكي لك عنه."

قَالَ أبو عمرو الخفاف فأتيت محمد بن إسماعيل فناظرته في شيء من الأحاديث حتى طابت نفسه، فقلت:

"يا أبا عبد الله، ها هنا أحد يحكى عنك أنك قلت هذه المقالة. فقال: "يا أبا عمرو، احفظ ما أقول لك: (من زعم من أهل نيسابور، وقُومِسُ، والري، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والكوفة، والمدينة، ومكة، والبصرة أني قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذاب، فإني لم أقل هذه إلا أني قلت: (أفعال العباد مخلوقة)." اهـ

 

*     وفاته –رحمه الله رحمة واسعة

عن الحسن بن الحسين البزار ببخارى يقول:

"رأيت محمد بن إسماعيل شيخا نحيف الجسم ليس بالطويل ولا بالقصير ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاثَ عشرةَ ليلةً خلت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت غرة شوال سنة ست وخمسين ومائتين (256 هـ) عاش اثنتين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوماً. [12]

*     مصنفاته

1

الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله r وسننه وأيامه

10

المسند الكبير

2

الأدب المفرد

11

التفسير الكبير

3

جزء رفع اليدين في الصلاة

12

كتاب الأشربة

4

جزء القراءة خلف الإمام

13

كتاب الهبة

5

خلق أفعال العباد

14

أسامي الصحابة

6

بر الوالدين

15

كتاب المبسوط

7

التاريخ الكبير والأوسط والصغير

16

كتاب العلل

8

كتاب الضعفاء

17

كتاب الكنى

9

الجامع الكبير

18

كتاب الفوائد

 

 

الباب الثاني

معنى العقيدة وحدها لغةً وشرعاً

o  والعقيدة لغة فعيلة: من عقد بمعنى معقودة (بمعنى اسم المفعول) عقد الحبل والبيع والعهد يعقده: شده، والعقد: العهد.[13]  فكأن العقيدة هي العهد المشدود والعروة الوثقى، وذلك لاستقرارها في القلوب ورسوخها في الأعماق.

o  العقيدة في الاصطلاح العام : الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده, (ج) عقائد.[14]

o  العقيدة -اصطلاحاً-: هي الإيمان الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره, وبكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة الصحيحة من أصول الدين وأموره وأخباره, وما أجمع عليه السلف الصالح, والتسليم لله -تعالى- في الحكم والأمر والقدر والشرع, ولرسوله r بالطاعة والتحكيم والاتباع.[15]

الباب الثالث

نبذ من عقائد الإمام البخاري

هذه رسالة مختصرة في عقائد الأئمة الأعلام اقتطفتها من كتاب الحافظ أبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي المرسوم بـ "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " (1/193-197)[16].

وذلك ليكون عونا لطالب الحق على معرفة عقائد السلف فضلاً بعد أن اندرست بسبب الشبهات والشهوات المتسربة إلى قلوب الناس حتى أصبحت تلك العقائد الصحيحة نسيا منسيا, غريبة لدى أهلها. فينبغي لكل حريص على إصلاح نفسه أن يبذل جهده في تعلم عقيدة القوم, وهم قوم فضلهم الله علينا بصلاح العقيدة والعبادة والأخلاق. فاقتد بهم في ذلك تنجُ في دنياك وأخراك, فخذ عقيدتك من منبعهم ومشكاتهم تفلح كما أفلح القوم.

 

أخي الكريم, فتبين لنا بذلك أهمية معرفة عقيدة السلف في عصرنا هذا , عصر قد صار فيه العلم بالدين مهجورا واستولى فيه أهل البدع من أفراخ الفلاسفة والصوفية والرافضة على أمور الناس أشد استيلاء وأصبحوا سدا منيعا أمام أهل الحق وهم أهل السنة السلفيون, وصدوا الناس عن سبيله. فاحتاج أهل السنة إلى بيان عقيدة السلف ليكون فرقاناً بين الحق والباطل. لكن هناك أمور ينبغي التنبيه عليها, ألا وهو أن العقيدة لا بد أن تكون مأخوذة من الكتاب والسنة على فهم أهلها وهم السلف الصالح . فهذه العقيدة مروية ومتداولة جيلا بعد جيلٍ

 

فإليك الآن إيراد بعض عقائد السلف الصالح التي حكاها الإمام البخاري:

قال الإمام البخاري –رحمه الله- بعد ذكره أسماء شيوخه وأشار إلى أنهم ألف شيخ: واكتفينا بتسمية هؤلاء كي يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك ، فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء :

 

الفصل الأول

الإيمان قول وعمل

قال اللالكائي _رحمه الله_ في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (1/ 193):

320 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْهَرَوِيُّ , قَالَ: حَدَّثَنَا___مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبُخَارِيَّ بِالشَّاشِ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ:

«لَقِيتُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْكُوفَةِ وَالْبَصْرَةِ وَوَاسِطَ وَبَغْدَادَ وَالشَّامِ وَمِصْرَ، لَقِيتُهُمْ كَرَّاتٍ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ثُمَّ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ،

أَدْرَكْتُهُمْ وَهُمْ مُتَوَافِرُونَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً أَهْلَ الشَّامِ وَمِصْرَ وَالْجَزِيرَةِ مَرَّتَيْنِ، وَالْبَصْرَةِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ فِي سِنِينَ ذَوِي عَدَدٍ، بِالْحِجَازِ سِتَّةَ أَعْوَامٍ ,

وَلَا أُحْصِي كَمْ دَخَلْتُ الْكُوفَةَ وَبَغْدَادَ مَعَ مُحَدِّثِي أَهْلِ خُرَاسَانَ، مِنْهُمُ: الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى , وَعَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ , وَشِهَابُ بْنُ مَعْمَرٍ، وَبِالشَّامِ مُحَمَّدَ بْنَ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيَّ , وَأَبَا مُسْهِرٍ عَبْدَ الْأَعْلَى بْنَ مُسْهِرٍ , وَأَبَا الْمُغِيرَةِ عَبْدَ الْقُدُّوسِ بْنَ الْحَجَّاجِ , وَأَبَا الْيَمَانِ الْحَكَمَ بْنَ نَافِعٍ , وَمِنْ بَعْدِهِمْ عِدَّةٌ كَثِيرَةٌ،

وَبِمِصْرَ: يَحْيَى بْنَ كَثِيرٍ , وَأَبَا صَالِحٍ كَاتِبَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ , وَسَعِيدَ بْنَ أَبِي مَرْيَمَ , وَأَصْبَغَ بْنَ الْفَرَجِ , وَنُعَيْمَ بْنَ حَمَّادٍ،

وَبِمَكَّةَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ , وَالْحُمَيْدِيَّ , وَسُلَيْمَانَ بْنَ حَرْبٍ___قَاضِيَ مَكَّةَ , وَأَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيَّ،

وَبِالْمَدِينَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ , وَمُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ , وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ نَافِعٍ الزُّبَيْرِيَّ , وَأَحْمَدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَبَا مُصْعَبٍ الزُّهْرِيَّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيَّ , وَإِبْرَاهِيمَ بْنَ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيَّ،

وَبِالْبَصْرَةِ أَبَا عَاصِمٍ الضَّحَّاكَ بْنَ مَخْلَدٍ الشَّيْبَانِيَّ , وَأَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَالْحَجَّاجَ بْنَ الْمِنْهَالِ , وَعَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ.

وَبِالْكُوفَةِ أَبَا نُعَيْمٍ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ , وَعُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ مُوسَى , وَأَحْمَدَ بْنَ يُونُسَ , وَقَبِيصَةَ بْنَ عُقْبَةَ , وَابْنَ نُمَيْرٍ , وَعَبْدَ اللَّهِ وَعُثْمَانَ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ.

وَبِبَغْدَادَ: أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ , وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ , وَأَبَا مَعْمَرٍ , وَأَبَا خَيْثَمَةَ , وَأَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ ,

وَمِنْ أَهْلِ الْجَزِيرَةِ: عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ الْحَرَّانِيَّ،

وَبِوَاسِطَ: عَمْرَو بْنَ عَوْنٍ , وَعَاصِمَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ، وَبِمَرْوَ صَدَقَةَ بْنَ الْفَضْلِ، وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ.

وَاكْتَفَيْنَا بِتَسْمِيَةِ هَؤُلَاءِ كَيْ يَكُونَ مُخْتَصَرًا وَأَنْ لَا يَطُولَ ذَلِكَ , فَمَا رَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ يَخْتَلِفُ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ:

أن الدين قول وعمل ؛ وذلك لقول الله : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (سورة : البينة آية رقم : 5)

     تعريف الإيمان عند أهل الأثر لغةً وشرعاً

- الإيمان في اللغة: الإقرار والاعتقاد

قال العلامة الشيخ العثيمين –رحمه الله- : (لو فسر الإيمان بالإقرار لكان أجود, فنقول: "الإيمان : الإقرار", ولا إقرار إلا بتصديق, فتقول: "أقر به" كما تقول :"آمن به"— و"أقرَّ له" كما تقول: "آمن له") اهـ  [17]

قال الإمام الحافظ ابن منده –رحمه الله-: (وأن الإيمان اعتقاد بالقلب) اهـ [18]

وهذا التعريف حسن أيضاً, فإنه لا اعتقاد إلا بتصديق.

-      الإيمان في الشرع : هو قول وعمل واعتقادٌ [19]

وقد يقتصر بعض أهل العلم على تعريف الإيمان بأنه : (قول وعمل) أي: قول القلب واللسان, وعمل القلب واللسان والجوارح.[20]

     أقوال الأئمة في إثبات أن الإيمان قول وعمل

-      ما ورد عن سفيان بن عيينة

أبو جعفر محمد بن سليمان لُوَيْنٌ يقول : سمعت سفيان بن عيينة ، يقول غير مرة : (الإيمان قول وعمل), قال ابن عيينة : (فأخذناه ممن قبلنا : "قول وعمل" ، وإنه لا يكون قول إلا بعمل) قيل لابن عيينة : يزيد وينقص ؟ قال : (فأي شيء إذا ؟) اهــ [21]

-      ما ورد عن وكيع بن الجراح –رحمه الله-

قال الحميدي : وسمعت وكيعا يقول : « أهل السنة يقولون : الإيمان قول وعمل والمرجئة يقولون : الإيمان قول ، والجهمية يقولون : الإيمان المعرفة » [22]

-      ما ورد عن جرير بن عبد الحميد الضبِّيِّ

قال جرير بن عبد الحميد : « الإيمان قول وعمل ، يزيد وينقص » [23]

-      ما ورد عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي –رحمه الله-

قال الشافعي: (وَكَانَ الْإِجْمَاعُ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَنْ أَدْرَكْنَاهُمْ يَقُولُونَ : الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ لَا يُجْزِئُ وَاحِدٌ مِنْ الثَّلَاثِ إلَّا بِالْآخَرِ) [24]

-      ما ورد عن الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله-

قال أحمد بن حنبل الشيباني : (الإيمان قول وعمل ونية) [25]

-      ما ورد عن أبي بكر الإسماعيلي

ويقولون إن الإيمان قول وعمل ومعرفة، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، من كثرت طاعته أزيد إيمانًا ممن هو دونه في الطاعة) [26]

-      ما ورد عن ابن عبد البر الأندلسي

قال الإمام ابن عبد البر الأندلسي –رحمه الله- : (أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل, ولا عمل إلا بنية, والطاعات كلها عندهم إيمانٌ) [27]

     الأدلة الشرعية على أن الأعمال من الإيمان

ومن مذهب أهل السنة: دخول الأعمال في الإيمان. ومن جملة ما يستدلون على ذلك:

-      قول الله تعالى:

$tBur tb%x. ª!$# yìÅÒãÏ9 öNä3oY»yJƒÎ) 4 žcÎ) ©!$# Ĩ$¨Y9$$Î/ Ô$râäts9 ÒOŠÏm§ ÇÊÍÌÈ

فسمى الله تعالى (الصلاة): (إيماناً) كما دل عليه:

-      حديث البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ رِجَالٌ وَقُتِلُوا فَلَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: $tBur tb%x. ª!$# yìÅÒãÏ9 öNä3oY»yJƒÎ)

-      قوله تعالى:

$yJ¯RÎ) šcqãZÏB÷sßJø9$# tûïÏ%©!$# #sŒÎ) tÏ.èŒ ª!$# ôMn=Å_ur öNåkæ5qè=è% #sŒÎ)ur ôMuÎ=è? öNÍköŽn=tã ¼çmçG»tƒ#uä öNåkøEyŠ#y $YZ»yJƒÎ) 4n?tãur óOÎgÎn/u tbqè=©.uqtGtƒ ÇËÈ

-      قول النبي r: (اْلإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ) خ م

-      قوله r لوفد بني عبد القيس : (آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ, وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ, الْإِيمَانِ بِاللَّهِ -ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ فقال- : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامُ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ)خ م

-      قوله r : (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) ت س ق

-      قال الإمام أحمد –رحمه الله- : (الصلاة والزكاة والحج والبر كله من الإيمان)[28]

-      قال محمد بن الحسين الآجري -رحمه الله- : (فيما ذكرته مقنع لمن أراد الله عز وجل به الخير ، فعلم أنه لا يتم له الإيمان إلا بالعمل هذا هو الدين الذي قال الله عز وجل فيه : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)[29]  

 

الفصل الثاني

القرآن كلام الله غير مخلوق

قال البخاري –رحمه الله- : وأن القرآن كلام الله غير مخلوق لقوله : إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره (سورة : الأعراف آية رقم : 54) . قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل : قال ابن عيينة : فبين الله الخلق من الأمر لقوله : ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين .

 

ما ذكره البخاري مما أجمع عليه السلف منذ عصر النبوة إلى يومنا هذا, لم يختلف أحد في ذلك إلا أهل البدع الذين تلقوا علومهم من أهل اليونان الوثنيين حتى قالوا ماقالوا من الكذب على الله تعالى حيث أثبتوا أن القرآن مخلوق. فامتحن من امنتحن من علماء السنة كالإمام أحمد وعلي بن المديني والبويطي ويزيد بن هارون وخلق, فانتشر بذلك فتن ومصائب وظهرت أقوال بذيعة في صفات الله وأسمائه

  أخي القارئ الكريم, يحين لنا الآن إيراد اعتقاد السلف فيما يتعلق بكلام الله عز وجل:

1. أنهم يعتقدون في كلام الله ما وافق الكتاب والسنة الصحيحة, فلا يتكلمون أهوائهم

2. أنهم يثبتون أن الله تعالى قد تكلم بكلامه, ولا يزال ومتكلما, لم تزُلْ عنه هذه الصفة ولا تزول أبداً

3. أن كلام الله صفة من صفاته الكريمة الكاملة التي لا يشابه فيها أحداً من خلقه.

4. أن كلامه تعالى غير مخلوق خلافاً لما ادعته الجهمية والمعتزلة , ولا هو معنى قائمٌ بذات الرب كما قاله الكلابية والأشاعرة

5.  أن كلام الله منه خرج وإليه يعود, فما خرج من الله فليس بمخلوقٍ

6. أنهم لا يترددون ولا يتوقفون فيه بل صرحوا أن القرآن كلام الله غير مخلوق !! خلافاً للواقفة الشاكة

7. أنهم يثبتون أن كلام الله بحرفٍ وصوتٍ خلافاً لما ادعته العشاعرة والمعتزلة من تنزيه الله عن الحرف والصوت, وأن في إثباتهما له تشبيهاً له بخلقه –والعياذ بالله- بل هو ليس كمثله شيء , ولا يلزم اشتراك الاسم اشتراك الحقيقة والكيفية

8. أنهم لا يقولون: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة, وإنما يقولون: ألفاظنا من أفعالنا, وأفعالنا مخلوقة

9. أنهم لا يقولون بأن  كلام الله حكاية لما في اللوح المحفوظ, بل يثبتون أن المنزل علينا المقرروء في الكتابيب المسموع المكتوب في المصاحف هو كلامه حقيقةً

     الحجة في إثبات صفة الكلام لله تعالى

-      قال تعالى: zN¯=x.ur ª!$# 4ÓyqãB $VJŠÎ=ò6s? ÇÊÏÍÈ

-      قال تعالى: øŒÎ) çm1yŠ$tR ¼çmš/u ÏŠ#uqø9$$Î/ Ĩ£s)çRùQ$# ·qèÛ ÇÊÏÈ

-      قال تعالى: øŒÎ)ur tA$s% š/u Ïps3Í´¯»n=yJù=Ï9 ÎoTÎ) ×@Ïã%y` Îû ÇÚöF{$# ZpxÿÎ=yz ( (#þqä9$s% ã@yèøgrBr& $pkŽÏù `tB ßÅ¡øÿム$pkŽÏù à7Ïÿó¡our uä!$tBÏe$!$# ß`øtwUur ßxÎm7|¡çR x8ÏôJpt¿2 â¨Ïds)çRur y7s9 ( tA$s% þÎoTÎ) ãNn=ôãr& $tB Ÿw tbqßJn=÷ès? ÇÌÉÈ

-      ¨bÎ) قال تعالى:  šúïÏ%©!$# tbqßJçFõ3tƒ !$tB tAtRr& ª!$# z`ÏB É=»tGÅ6ø9$# šcrçŽtIô±our ¾ÏmÎ/ $YYoÿsS ¸xÎ=s%   y7Í´¯»s9'ré& $tB šcqè=ä.ù'tƒ Îû óOÎgÏRqäÜç/ žwÎ) u$¨Z9$# Ÿwur ÞOßgßJÏk=x6ムª!$# tPöqtƒ ÏpyJ»uŠÉ)ø9$# Ÿwur ÷LÏiÅe2tムóOßgs9ur ë>#xtã íOŠÏ9r& ÇÊÐÍÈ

-      قوله r : (يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) خ م

-      قوله r : (فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه) [30]

-      عن عبد الله بن مسعود : « إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجدا حتى إذا فزع عن قلوبهم قال سكن عن قلوبهم نادى أهل السماء : ماذا قال ربكم ؟ قال الحق قال كذا وكذا » [31]

-      قول ملك له r : (لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ) م س

     الأدلة على أن كلام الله صفة من صفاته وأنه غير مخلوق

-      قال تعالى: žcÎ) ãNä3­/u ª!$# Ï%©!$# t,n=y{ ÏNºuq»yJ¡¡9$# uÚöF{$#ur Îû Ïp­GÅ 5Q$­ƒr& §NèO 3uqtGó$# n?tã ĸóyêø9$# ÓÅ´øóムŸ@ø©9$# u$pk¨]9$# ¼çmç7è=ôÜtƒ $ZWÏWym }§ôJ¤±9$#ur tyJs)ø9$#ur tPqàfZ9$#ur ¤Nºt¤|¡ãB ÿ¾Ín͐öDr'Î/ 3 Ÿwr& ã&s! ß,ù=sƒø:$# âöDF{$#ur 3 x8u$t6s? ª!$# >u tûüÏHs>»yèø9$# ÇÎÍÈ

ففرَّق بين أمره وكلامه وبين خلقه

-      أول شيء خلق الله تعالى القلم فأمره فكتب كل شيء يكون) [32]

-      الحديث دل على أن القلم أول ما خلقه الله, وكلام الله قبل القلم, بل القلم مخلوق بكلامه (كن فيكون), فدل ذلك على أن كلام الله من صفاته وأنه غير مخلوق

 

الفصل الثالث

الإيمان بالقدر خيره وشره

 

وأن الخير والشر بقدر لقوله : قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق (سورة : الفلق آية رقم : 1) ولقوله : والله خلقكم وما تعملون (سورة : الصافات آية رقم : 96) ولقوله : إنا كل شيء خلقناه بقدر (سورة : القمر آية رقم : 49) .

     معنى القدَْر وحدُّه

-   قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر - (ج 4 / ص 41): (وقد تكرر ذكر [ القَدَر ] في الحديث, وهو عبارة عما قضاه اللّه وحَكَم به من الأمور . وهو مصدر : قَدَرَ يَقْدُرُ قَدَراً . وقد تُسَكَّن دالُه)

-   قال ابن فارس –رحمه الله- في معجم مقاييس اللغة (ص 846) : (القدْر : قضاء الله تعالى الأشياء على مبالغها ونهاياتها التي أرادها لها, وهو القَدَرُ أيضاً)

-   وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ : (الْمُرَاد بِالْقَدَرِ حُكْم اللَّه . وَقَالُوا - أَيْ الْعُلَمَاء - الْقَضَاء هُوَ الْحُكْم الْكُلِّيُّ الْإِجْمَالِيُّ فِي الْأَزَل ، وَالْقَدَر جُزْئِيَّاتُ ذَلِكَ الْحُكْم وَتَفَاصِيلُهُ) فتح الباري لابن حجر - (ج 18 / ص 436)

     منزلة الإيمان بالقدر

الإيمان بالقدر أحد أصول الإيمان الستة عند أهل السنة والأثر بل هو من أركانها, فمن لم يؤمن به فهو كافر بريء من الإسلام كما في حديث ابن عمر –رضي الله عنه- حيث قال عن معبد الجهني القدري: (فَإِذَا لَقِيتَ أُولَئِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَأَنَّهُمْ بُرَآءُ مِنِّي وَالَّذِي يَحْلِفُ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ لَوْ أَنَّ لِأَحَدِهِمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا فَأَنْفَقَهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ مِنْهُ حَتَّى يُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ) م

     مراتب الإيمان بالقدر ودرجاته

-      المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله تعالى أزلاً بكل ما هو كاهن

-   المرتبة الثانية : الإيمان بكتابة الله المقادير قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنةٍ

قال r : (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) م

-      المرتبة الثالثة: الإيمان بمشئة الله كل مقدرٍ

قال تعالى: $tBur tbrâä!$t±n@ HwÎ) br& uä!$t±o ª!$# >u šúüÏJn=»yèø9$# ÇËÒÈ (التكوير: 29)

-      المرتبة الرابعة : الإيمان بخلق الله كل مقدر طِبْقًا لما علمه وكتبه وشاءه

قال تعالى: t,n=yzur ¨@ä. &äóÓx« ( uqèdur Èe@ä3Î/ >äóÓx« ×LìÎ=tæ ÇÊÉÊÈ (الأنعام:101)

قال تعالى : ª!$#ur ö/ä3s)n=s{ $tBur tbqè=yJ÷ès? ÇÒÏÈ  (الصافات : 96)[33]

     طريقة معرفة كون الأشياء مقدرةً

القدر من الأمور الغيبية الذي لا يعلمه إلا الله, ويمكن أن يعلم بأحد أمرين:

-      وقوع شيء

-      حصول الإخبار من الله ورسوله عن أمور تقع في المستقبل

[انظر: قطف الجنى الداني (99-100) لشيخنا –حفظه الله-]

     تحريم الاحتجاج بالقدر على فعل المحظور

-      بعض الجهال قد يحتَجُّ بالقدر على فعلهم القبيح كما فعل المشركون حيث قالوا: ãAqà)uy tûïÏ%©!$# (#qä.uŽõ°r& öqs9 uä!$x© ª!$# !$tB $oYò2uŽõ°r& Iwur $tRät!$t/#uä  (الأنعام : 148)

-      قال ابن كثير - (ج 3 / ص 358) : (وهي حجة داحضة باطلة؛ لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه، ودمر عليهم، وأدال عليهم رسله الكرام، وأذاق المشركين من أليم الانتقام) اهـ

-      قال ابن القيم موجِّهاً حديث احتجاج آدم موسى: (نكتة المسألة: أن اللوم إذا ارتفع صح الاحتجاج بالقدر, وإذا كان اللوم واقعاً فالاحتجاج بالقدر باطل) [34]

 

الفصل الرابع

التجنب  من تكفير المسلمين بذنب خلافا للخوارج

ولم يكونوا يكفرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله : إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء (سورة : النساء آية رقم : 48) .

o  التكفير أمر خطير لا ينبغي لأحد أن يتسرع في ذلك, لا بد أن يكون التكفير راجعا إلى الله تعالى, فالشارع قد وضع الشروط والموانع. فالتكفير لمعيَّنٍ يجب فيه أن تتوفر تلك الشروط, وأن تنتفي تلك الموانع.

o  أهل السنة يذهبون إلى أن المسلم العاصي مالم  يرتكب قولا أو فعلاً مكفرا فلا يجوز تكفيره. فالمعاصي المرتكبة وإن كثرت فلا يجوز تكفير المسلم بها ما لم يستحلها, وإن استحل شيئاً منها فقد اقترف كفرا يخشى عليه عاقبته!!

o  قال الإمام أبو عثمان الصابوني –رحمه الله- في عقيدته: (ويعتقد أهل السنة أن المؤمن –وإن أذنب ذنوباً كثيرة صغائر كانت أو كبائر- فإنه لا يكفَّر بها. وإن خرج من الدنيا غير تائب منها, ومات على التوحيد والإخلاص فإن أمره إلى الله عز وجل : (1) إن شاء عفا عنه وأدخله الجنة يوم القيامة سالما غانماً غير مبتلىً بالنار, ولا معاقب على ما ارتكبه من الذنوب واكتسبه, ثم استصحبه إلى يوم القيامة من الأثام والأوزار, (2) وإن شاء عاقبه وعذبه مدة بعذاب النار, وإذا عذبه لم يخلده فيها, بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار)[35]

o  قال سفيان الثوري : اتقوا هذه الأهواء المضلة ، قيل له : بين لنا رحمك الله ؛ قال سفيان : أما المرجئة فيقولون : الإيمان كلام بلا عمل ، من قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فهو مؤمن مستكمل إيمانه على إيمان جبريل والملائكة وإن قتل كذا وكذا مؤمنا وإن ترك الغسل من الجنابة وإن ترك الصلاة ، وهم يرون السيف على أهل القبلة ، وأما الشيعة فهم أصناف كثيرة : منهم المنصورية ؛ وهم الذين يقولون : من قتل أربعين من أهل القبلة دخل الجنة ، ومنهم الخناقون الذين يخنقون الناس ويستحلون أموالهم ، ومنهم الخرينية الذين يقولون : أخطأ جبريل بالرسالة ، وأفضلهم الزيدية وهم ينتفون من عثمان وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم ، ويرون القتال مع من خرج من أهل البيت حتى يغلب أو يغلب ، ومنهم الرافضة الذين يتبرءون من جميع الصحابة ويكفرون الناس كلهم إلا أربعة : عليا وعمارا والمقداد وسلمان ، وأما المعتزلة فهم يكذبون بعذاب القبر وبالحوض والشفاعة ولا يرون الصلاة خلف أحد من أهل القبلة ؛ إلا من كان على هواهم ، وكلٌ أهل هوى ، فإنهم يرون السيف على أهل القبلة . وأما أهل السنة فإنهم لا يرون السيف على أحد ، وهم يرون الصلاة والجهاد مع الأئمة تامة قائمة ، ولا يكفرون أحدا بذنب ، ولا يشهدون عليه بشرك ويقولون : الإيمان قول وعمل ، مخافة أن يزكوا أنفسهم ، لا يكون عمل إلا بإيمان ، ولا إيمان إلا بعمل . قال سفيان : فإن قيل لك : من إمامك في هذا ؟ . فقل : سفيان الثوري رحمه الله).[36]

 

الفصل الخامس

من آداب السنة : البعد عن الوقيعة في الصحابة

بل احترامهم ومعرفة مناقبهم والتأدب معهم

وما رأيت فيهم أحدا يتناول أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، قالت عائشة : «أمروا أن يستغفروا لهم» وذلك قوله : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . (الحشر:10)

وهذا واقع من قلة الأدب مع الصحابة, فلذلك ينبغي لكل مرء معرفة آداب أهل السنة والأثر تجاه أصحاب رسول الله r حتى يعرفوا قدرهم ومنزلتهم. ومن تلك الآداب:

     محبة الصحابة فإنه من الإيمان

-      قال r : (حُبُّ الْأَنْصَارِ آيَةُ الْإِيمَانِ وَبُغْضُهُمْ آيَةُ النِّفَاقِ) خ م

-      قال r : (لاَ يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) م

-   قال مالك بن أنس: (كان السلف يعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمون السورة من القرآن).[37]

-   قال قبيصة بن عقبة : (حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم سنة). [38]

     الاستغفار لهم والترضي عنهم

-      قال تعالى : šúïÏ%©!$#ur râä!%y` .`ÏB öNÏdÏ÷èt/ šcqä9qà)tƒ $uZ­/u öÏÿøî$# $oYs9 $oYÏRºuq÷z\}ur šúïÏ%©!$# $tRqà)t7y Ç`»yJƒM}$$Î/ Ÿwur ö@yèøgrB Îû $uZÎ/qè=è% yxÏî tûïÏ%©#Ïj9 (#qãZtB#uä !$oY­/u y7¨RÎ) Ô$râäu îLìÏm§ ÇÊÉÈ

-      قَالَ عروة بن الزبير: (قَالَتْ لِي عَائِشَةُ يَا ابْنَ أُخْتِي أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ) م

     البعد عن الوقيعة فيهم

-   قال  r : (لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ) خ م

-   قال محمد بن الحسين : (فقد ظهر هذا في مواضع كثيرة من بلدان الدنيا ، يلعنون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولن يضر ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يضرون أنفسهم وقد رسمت في هذا الكتاب وهو كتاب الشريعة فضائلهم رضي الله عنهم) [39]

-   أبا زرعة ، يقول : « إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة »[40]

     معرفة مناقبهم ومنزلتهم

-   قال عبد الله بن مسعود –رضي الله : « حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة » [41]

ومن فضائلهم:

o     قال تعالى: šcqà)Î6»¡¡9$#ur tbqä9¨rF{$# z`ÏB tûï̍Éf»ygßJø9$# Í$|ÁRF{$#ur tûïÏ%©!$#ur Nèdqãèt7¨?$# 9`»|¡ômÎ*Î/ šÅ̧ ª!$# öNåk÷]tã (#qàÊuur çm÷Ztã £tãr&ur öNçlm; ;M»¨Zy_ ̍ôfs? $ygtFøtrB ㍻yg÷RF{$# tûïÏ$Î#»yz !$pkŽÏù #Yt/r& 4 y7Ï9ºsŒ ãöqxÿø9$# ãLìÏàyèø9$# ÇÊÉÉÈ

o     قال تعالى: ÷bÎ*sù (#qãZtB#uä È@÷VÏJÎ/ !$tB LäêYtB#uä ¾ÏmÎ/ Ïs)sù (#rytG÷d$# ( bÎ)¨r (#öq©9uqs? $oÿ©VÎ*sù öNèd Îû 5-$s)Ï© ( ãNßgx6Ïÿõ3u|¡sù ª!$# 4 uqèdur ßìŠÏJ¡¡9$# ÞOŠÎ=yèø9$# ÇÊÌÐÈ

o     قال تعالى: #sŒÎ)ur Ÿ@ŠÏ% öNßgs9 (#qãYÏB#uä !$yJx. z`tB#uä â¨$¨Z9$# (#þqä9$s% ß`ÏB÷sçRr& !$yJx. z`tB#uä âä!$ygxÿ¡9$# 3 Iwr& öNßg¯RÎ) ãNèd âä!$ygxÿ¡9$# `Å3»s9ur žw tbqßJn=ôètƒ ÇÊÌÈ

o     قال تعالى: Ïä!#ts)àÿù=Ï9 tûï̍Éf»ygßJø9$# tûïÏ%©!$# (#qã_̍÷zé& `ÏB öNÏd̍»tƒÏŠ óOÎgÏ9ºuqøBr&ur tbqäótGö6tƒ WxôÒsù z`ÏiB «!$# $ZRºuqôÊÍur tbrçŽÝÇZtƒur ©!$# ÿ¼ã&s!qßuur 4 šÍ´¯»s9'ré& ãNèd tbqè%Ï»¢Á9$# ÇÑÈ tûïÏ%©!$#ur râä§qt7s? u#¤$!$# z`»yJƒM}$#ur `ÏB ö/ÅÏ=ö7s% tbq7Ïtä ô`tB ty_$yd öNÍköŽs9Î) Ÿwur tbrßÅgs Îû öNÏdÍrßß¹ Zpy_%tn !$£JÏiB (#qè?ré& šcrãÏO÷sãƒur #n?tã öNÍkŦàÿRr& öqs9ur tb%x. öNÍkÍ5 ×p|¹$|Áyz 4 `tBur s-qム£xä© ¾ÏmÅ¡øÿtR šÍ´¯»s9'ré'sù ãNèd šcqßsÎ=øÿßJø9$# ÇÒÈ

     الدعاء والترضي لهم

     حسن الظن بهم

أجمع أهل العلم على عدالة جميع الصحابة دون استثناءٍ بناء على الآيات المخبرة على ذلك وحسن ظنهم بهم, فإنه لا يمكن أن يختار الله لصحبة نبيه r قوم سوء خَوَنَةً

     الكف عما شجر بينهم

-   قال أبو حاتم وأبو زرعة عند ذكر مذهب السلف في أصحاب رسول الله r  : (والترحم على جميع أصحاب محمد والكف عما شجر بينهم) [42]

-   قال محمد بن الحسين رحمه الله : (لا يأمن أن يكون بتنقيرك وبحثك عما شجر بين القوم إلى أن يميل قلبك فتهوى ما لا يصلح لك أن تهواه ويلعب بك الشيطان فتسب وتبغض من أمرك الله بمحبته والاستغفار له وباتباعه فتزل عن طريق الحق وتسلك طريق الباطل).[43]

 

الفصل السادس

النهي عن البدع والمحدثات وما لا أصل له في الدين

وكانوا ينهون عن البدع ما لم يكن عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ لقوله : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا (سورة : آل عمران آية رقم : 103) ولقوله : وإن تطيعوه تهتدوا (سورة : النور آية رقم : 54) .

  البدعة : (عبارة عن طريقةٍ في الدين مخترعةٍ, تضاهي الشرعية, يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه)[44]

     ذكر النصوص على ذم البدع والنهي عنها:

-      قال تعالى: !$tBur ãNä39s?#uä ãAqß§9$# çnräãsù $tBur öNä39pktX çm÷Ytã (#qßgtFR$$sù 4 (الحشر: 7)

-      قوله r في خطبته : (أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ) م

-      قوله r : قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ) ق حم [45]

-      قال معاذ –رضي الله- :إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ وَالْعَبْدُ وَالْحُرُّ فَيُوشِكُ قَائِلٌ أَنْ يَقُولَ مَا لِلنَّاسِ لَا يَتَّبِعُونِي وَقَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ مَا هُمْ بِمُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ وَمَا ابْتُدِعَ فَإِنَّ مَا ابْتُدِعَ ضَلَالَةٌ) د[46]

-      قال r : (إن الله احتجز التوبة عن صاحب كل بدعة) طس قش[47]

     طريق معرفة البدع:

إن البدعة المنصوص على ضلالتها من الشارع هي:

أ - كل ما عارض السنة من الاقوال أو الافعال أو العقائد ولو كانت عن اجتهاد.

مثل: التلفظ بالنية

ب - كل أمر يتقرب إلى الله به، وقد نهى عنه رسول الله (r).

مثل : ما فعله أبو إسرائيل ثلاثة نفر في عهد النبي (r).

ج - كل أمر لا يمكن أن يشرع إلا بنص أو توقيف، ولا نص عليه، فهو بدعة إلا ما كان عن صحابي.

مثل: العقيقة بالجزور

د - ما ألصق بالعبادة من عادات الكفار.

مثل: حلق اللحية تعبدا

ه - ما نص على استحبابه بعض العلماء سيما المتأخرين منهم ولا دليل عليه.

مثل : استحبابهم البسملة عند الأكل

و - كل عبادة لم تأت كيفيتها إلا في حديث ضعيف أو موضوع.

مثل : صلاة الرغائب_صلاة إنشاء السفر

ز - الغلو في العبادة.

مثل : رياضة المتصوفة- الرمي بما زاد الحصا

ح - كل عبادة أطلقها الشارع وقيدها الناس ببعض القيود مثل المكان أو الزمان أو صفة أو عدد.

مثل : الطواف عند القبور – قراءة القرآن على الميت – الذكر الجماعي

ط- عادات وخرافات لا يدل عليها الشرع ولا يشهد لها عقل وإن عمل بها بعض الجهال واتخذوها شرعة لهم ولم يعدموا من يؤيدهم ولو في بعض ذلك ممن يدعي العلم ويتزيى بزيهم[48]

مثل : تقبيل اليد تبركاً_ ترك الزواج يوماً ما تطيراً

 

الفصل السابع

الحث على اتباع منهج السلف

ويحثون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه لقوله : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون (سورة : الأنعام آية رقم : 153)

ومن مذهب السلف: شدة اتباعهم للسنة النبوية فرضا كان أو نفلاً, غاية أمرهم ومبلغه اقتفاء آثار الرسول r ابتغاء رضوان الله –عز وجل-, لا ساعة ولا لحظة إلا ساروا على السنن والهدى. وهم قوم انتفعوا بمواعظ رب العالمين, واستفادوا من نصائح سيد المرسلين.

     الأدلة على الحث على اتباع الكتاب والسنة

فالسلف يحثون على اتباع الكتاب والسنة ويذمون التفرقَ واتباعَ سبل الشيطان وجنوده, وقد تكاثر ذلك وتوارد في الكتاب والسنة, منها:

-      قوله تعالى: !$tBur ãNä39s?#uä ãAqß§9$# çnräãsù $tBur öNä39pktX çm÷Ytã (#qßgtFR$$sù 4 (الحشر: 7)

-      قوله تعالى: Ÿxsù y7În/uur Ÿw šcqãYÏB÷sム4Ó®Lym x8qßJÅj3ysム$yJŠÏù tyfx© óOßgoY÷t/ §NèO Ÿw (#rßÅgs þÎû öNÎhÅ¡àÿRr& %[`tym $£JÏiB |MøŠŸÒs% (#qßJÏk=|¡çur $VJŠÎ=ó¡n@ ÇÏÎÈ

-   قوله r : (تَرَكْتُ فِيْكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوْا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ) مالك كم[49]

 

-   قوله r : (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) د ق[50]

-   عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِىِّ قَالَ : بَلَغَنِى :(أَنَّ أَوَّلَ ذهاب الدِّينِ تَرْكُ السُّنَّةِ ، يَذْهَبُ الدِّينُ سُنَّةً سُنَّةً كَمَا يَذْهَبُ الْحَبْلُ قُوَّةً قُوَّةً).[51]

-   عبدوس بن مالك العطار قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يقول : « أصول السنة عندنا : التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والاقتداء بهم ، وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين ، والسنة عندنا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والسنة تفسر القرآن ، وهي دلائل القرآن)[52]

الفصل الثامن

تحريم الخروج على الحكام

وأن لا ننازع الأمر أهله لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، وطاعة ولاة الأمر ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم » ، ثم أكد في قوله : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم (سورة : النساء آية رقم : 59) .

وأن لا يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال الفضيل : « لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام ؛ لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد » . قال ابن المبارك : « يا معلم الخير ، من يجترئ على هذا غيرك »

¾ من منهج السلف: وجوب السمع والطاعة لولاة الأمور, وعدم الخروج عليهم عند ظهور المعصية والمخالفة منهم, و علينا أن نصبر إذا لم يسمعوا النصيحة ولا ننزع يدا من طاعة. دل على ذلك أدلة متكاثرة, منها:

o  قوله r : (مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ, وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً) م

o  قوله r : (خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ, وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ, وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ, وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ, قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ بِالسَّيْفِ, فَقَالَ: لاَ, مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلاَةَ, وَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ) م

o  قوله r لحذيفة بن اليمان : (يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ), قَالَ: (قُلْتُ: كَيْفَ أَصْنَعُ -يَا رَسُولَ اللَّهِ- إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ), قَالَ: (تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ, وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ وَأُخِذَ مَالُكَ, فَاسْمَعْ وَأَطِعْ) م

o  قوله r : (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ، ولكن يأخذ بيده فيخلوا به ، فإن قبل منه فذاك ، وإلا كان قد أدى الذي عليه).[53]

¾  نقول عدة من كلام أئمة السنة عن تحريم الخروج على الولاة

o  عن أنس بن مالك ، قال : « نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال : لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ، ولا تعصوهم ، واتقوا الله واصبروا ، فإن الأمر إلى قريب ».[54]

o  قال الطحاوي : (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا, ولا ندعوا عليهم, ولا ننزع يدا من طاعتهم, ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضةً ما لم يأمروا بمعصية, وندعو لهم بالصلاح والمعافاة)[55]

o  قال الحافظ ابن عبد البر –رحمه الله- : (إن لم يتمكن نصح السلطان, فالصبر والدعاء, فإنهم –يعني: الصحابة- كانوا ينهون عن سب الأمراء).[56]

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا وآله وصحبه أجمعين

 



[1] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 478)

[2] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (ج 7 / ص 207)

[3] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 478)

[4] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 480)

[5] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 480)

[6] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 482)

[7] مقدمة الفتح - (ج 1 / ص 482)

[8] من زيادتي.

[9] تهذيب التهذيب - (ج 9 / ص 45)

[10] تهذيب التهذيب - (ج 9 / ص 45)

[11] وفي سير أعلام النبلاء ط الرسالة (13/ 560) (رقم: 284):

"أَبُو عَمْرٍو الخَفَّافُ: أَحْمَدُ بنُ نَصْرِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ *: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الكَبِيْرُ، القُدْوَة، شَيْخُ الإِسْلاَمِ، أَبُو عَمْرٍو أَحْمَدُ بنُ نَصْر بن إِبْرَاهِيْم النَّيْسَابُوْرِيّ، المَعْرُوف بِالخفَّاف." اهـ

[12] طبقات الحنابلة - (ج 1 / ص 110)

[13] القاموس المحيط، باب الدال. فصل العين (1/ ص513)

[14] القاموس الفقهي - (ج 1 / ص 256)

[15] عقيدة أهل السنة والجماعة (ص: 9) لمحمد بن إبراهيم الحمد

[16] ثم وقفت على هذا الأثر بإخبار الأستاذ أبي محمد ذي القرنين –حفظه الله- فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ص 58-60)

[17] شرح العقيدة الواسطية (2/230)

[18] الإيمان لابن منده - (ج 1 / ص 6)

[19] عبر بعضهم بـ (معرفة) أو (نية) بدلاً عن (اعتقاد), وكل ذلك صوابٌ, فإنَّ المعرفة والنية والاعتقاد من عمل القلب, والله تعالى أعلم.

[20] التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة - (ج 1 / ص 89) للشيخ السـعدي

[21] أخرجه الأجري في الشريعة (239)

[22] أخرجه الآجري (259 & 319) واللالكائي (1488)

[23] أخرجه أبو داود في المسائل (1765) والآجري في الشريعة (264)

[24] مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 2 / ص 113)

[25] مسـائل بن هـانئ (رقم: 1620) والخلال في السـنة (1003)

[26] اعتقاد أئمة الحديث - ( ص 15)

[27] التمهيد (9/238)

[28] أخرجه أبو داود في مسائله 1757

[29] الشريعة للآجري - (ج 1 / ص 292)

[30] شرح الأصول للالكائي (434)

[31] أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (رقم: 465 )

[32] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة مع ظلال الجنة (108)

 

[33] انظر: قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر (ص 90-91) لصديق حسن خان, قطف الجنى الداني (98-99) لشيخنا عبد المحسن العباد –حفظه الله-, فتح القوي المتين (ص 25) له أيضاً

[34] انظر: شفاء العليل (1/57)

[35] شرح عقيدة السلف (ص 184) للشيخ ريبع بن هادي المدخلي

[36] الشريعة للآجري - (ج 5 / ص 279/رقم: 1991)

[37] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (ج 5 / ص 422)

[38] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (ج 5 / ص 424)

[39] الشريعة للآجري - (ج 5 / ص 203)

[40] الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي - ( ص 119)

[41] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (ج 5 / ص 416)

[42] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (ج 1 / ص 319)

[43] الشريعة للآجري - (ج 5 / ص 192)

[44] هذا الحد اختاره الشاطبي في الاعتصام (1/43) بتحقيق الشيخ مشهور آل سلمان

[45] السلسلة الصحيحة (937)

[46] صحيح وضعيف سنن أبي داود - (ج 10 / ص 111/رقم: 4611)

[47] انظر: الصحيحة (1620) للألباني

[48] انظر هذه الأوجه في أحكام الجنائز وحجة النبي r للألباني

[49] حسنه الألباني في منزلة السنة (ص 18)

[50] الصحيحة (2735)

[51] سنن الدارمي - (رقم : 98) بسند صحيح

[52] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي - (رقم :281)

[53] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (847) وصححه الألباني

[54] ابن أبي عاصم في السنة (847) والبيهقي في شعب الإيمان - (7264), قال الألباني في ظلال الجنة (1015) : (إسناده جيد)

[55] تخريج الطحاوية - (ص 68-69) للألباني

[56] التمهيد (21/287) لابن عبد البر الأندلسي

Komentar

Postingan populer dari blog ini

فضائل عشر ذي الحجة