شرح الحديث 27_30 من صحيح الترغيب
27
- (6) [صحيح لغيره] وعن عوف بن مالك الأشجعي _رضي الله عنه_ قال: سمعت رسول الله
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "من قامَ مقامَ رياءٍ راءى اللهُ به، ومن قام مقامَ سُمعةٍ
سَمَّع اللهُ به". رواه
الطبراني بإسناد حسن. |
ترجمة عوف بن مالك الأشجعي _رضي الله عنه_
تهذيب الكمال في أسماء الرجال (22/ 443) (رقم : 4547) للمزي :
ع : عوف بن مالك بن أَبي عوف الأشجعي الغَطَفَانِيُّ[1]،
أَبُو عبد الرحمن، ويُقال: أَبُو عبد اللَّهِ، ويُقال: أَبُو مُحَمَّد، ويُقال: أَبُو
حماد، ويُقال: أَبُو عَمْرو، صاحب رَسُول اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
اللباب في تهذيب الأنساب (1/ 64) لابن الأثير:
"الْأَشْجَعِيّ : هَذِه النِّسْبَة إِلَى أَشْجَع بن ريث بن
غطفان بن سعد بن قيس عيلان، قَبيلَةٌ مَشْهُورَةٌ." اهـ
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (2/ 487)
وَكَانَ مِنْ نُبَلاَءِ الصَّحَابَةِ.
تهذيب الكمال في أسماء الرجال (22/ 443) (رقم : 4547) للمزي :
شهد فتح مكة مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ.
ويُقال: كانت معه راية أشجع يومئذ ثم نزل الشام وسكن دمشق، وكانت
داره بها عند سوق الغزل العتيق.[2]
تاريخ الإسلام ت بشار (2/ 871) : "وَشَهِدَ غَزْوَةَ مُؤْتَةَ."
اهـ
وقعت غزوة مؤتة سنة 8 هـ، وحضر فيها ثلاثة آلاف من المسلمين في مقابل مائتي ألف من الروم
وحلفائهم من قبائل العرب. ومات فيها: زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبد الله
بن رواحة _رضي الله عنهم_. قتل من
المسلمين 12 رجلا، ومن
العدو 350 رجلاً.
مختصر تاريخ دمشق (19/ 350)
عن إسماعيل بن رافع، قال: غزا عوف مع يزيد بن معاوية بقسطنطينيّة.
روى له الجماعة . اهـ .
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 8 / 168 :
وذكر ابن سعد: أن النبى _صلى الله عليه وآله وسلم_ آخى بينه و بين
أبى الدرداء . اهـ
حسن
المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (1/ 225)
شهد
فتح مكة. قال الواقدي: شهد فتح خيبر، وكانت راية أشجع معه يوم الفتح، وتحول إلى
الشام، ومات سنة ثلاث وسبعين.
قال
ابن الربيع: دخل مصر مع معاوية، ولأهلها عنه
حديثان
و قال المزى في "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" (22/ 444)
:
قال الواقدي : شهد خيبر مسلما ، و كانت راية أشجع معه يوم فتح مكة ،
و تحول إلى الشام فى خلافة أبى بكر ، فنزل حمص و بقى إلى أول خلافة عبد الملك بن
مروان ، ومات سنة ثلاث و
سبعين (73 هـ)، وكذلك قال خليفة بن خياط ، و أبو عبيد ، و غير واحد فى تأريخ وفاته .
تخريج الحديث :
أخرجه والطبراني في المعجم الكبير (18/ 56) (رقم :
101)
شرح الحديث وفوائد الحديث
: :
سبق بنا شرحه (رقم: 24) من كتابنا هذا، ولله الحمد
والمنة.
وفي "لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح"
(8/ 301_302) لعبد الحق بن سيف الدين بن سعد اللَّه
البخاري الدِّهلوي[3] الحنفي «المولود بدهلي في الهند سنة (958 هـ) :
"وقوله : (ومن
قام برجل مقام سمعة ورياء. . . إلخ)، ذكروا لهذه العبارة معنيين:
أحدهما:
أن الباء للتعدية، أي: من أقام رجلًا مقام سمعة ورياء، ووصفه بالصلاح والتقوى
والكرامات وشهره بها، وجعله وسيلة إلى تحصيل أغراض نفسه وحطام الدنيا؛___
(فإن اللَّه تعالى يقوم له) أي: لعذابه وتشهيره،
أي: يزيد تعذيبه وتشهيره، ويأمر الملائكة أن يقوموا ويتهيؤوا ويستعدوا لتشهيره،
وينادوا بين الملأ على رؤوس الأشهاد: إنه كان كذابًا، قد شهر رجلًا بما لم يكن فيه
لغرض الدنيا، ثم يعذبه عذاب الكذابين.
وثانيهما:
أن الباء للسببية، وقيل: وهو أقوى وأنسب، أي: من قام لسبب رجل من العظماء من أهل
المال والجاه مقامًا يتظاهر فيه بالصلاح والتقوى ليعتقد فيه، ويصرف إليه المال
والجاه، أقامه اللَّه تعالى يوم القيامة مثل مقامه ذلك، ويفضحه، ويأمر الملائكة
بأن ينادوا: إنه كان مرائيًا، ثم يعذبه عذاب المرائين.
و(السمعة) بضم السين: ما يتعلق بحاسة السمع من
الأخبار والحكايات، و(الرياء) بحاسة البصر من الأوضاع والعبادات، يقال: فعله رياء
وسمعة، أي: ليراه الناس وبسمعونه." اهـ
القول المفيد على كتاب التوحيد (2/ 124_125)
للعثيمين:
"تعريف الرياء: مصدر راءى يرائي، أي:
عمل عملا ليراه الناس، ويقال مراءاة كما يقال: جاهد جهادا ومجاهدة، ويدخل في ذلك :
من عمِل العمَل ليسمعه الناس ويقال له مسمع،
وفي الحديث عن النبي (أنه قال: (من راءى راءى الله
به، ومن سمع سمع الله به) [خ م]
والرياء خلق ذميم، وهو من صفات المنافقين، قال
تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ
وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} ، [النساء: من الآية142].
والرياء يبحث في مقامين:
المقام الأول: في حكمه.
فنقول: الرياء من الشرك الأصغر، لأن الإنسان قصد
بعبادته غير الله، وقد يصل إلى الأكبر،
وقد مثل ابن القيم للشرك الأصغر، فقال : "مثل
يسير الرياء"،
وهذا يدل على أن الرياء الكثير قد يصل إلى الأكبر.___
المقام الثاني : في
حكم العبادة إذا خالطها الرياء، وهو على ثلاثة أوجه :
* الأول : أن يكون الباعث على العبادة مراءاة
الناس من الأصل، كمن قام يصلي من أجل مراءاة الناس ولم يقصد وجه الله، فهذا شرك،
والعبادة باطلة.
* الثاني : أن يكون مشاركا للعبادة في
أثنائها، بمعنى أن يكون الحامل له في أول أمره الإخلاص لله ثم يطرأ الرياء في
أثناء العبادة.
فإن كانت العبادة لا ينبني آخرها على أولها، فأولها
صحيح بكل حال، والباطل آخرها. مثال ذلك: رجل عنده مئة ريال قد أعدها للصدقة فتصدق
بخمسين مخلصا وراءى في الخمسين الباقية.
فالأولى حكمها صحيح، والثانية باطلة.
أما إذا كانت العبادة ينبني آخرها على أولها، فهي
على حالين :
أ- أن يدافع الرياء ولا يسكن إليه، بل يعرض عنه
ويكرهه، فإنه لا يؤثر عليه شيئا، لقول النبي :
(إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم
تعمل أو تتكلم) [خ م]،
مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله، وفي
الركعة الثانية أحس بالرياء، فصار يدافعه; فإن ذلك لا يضره ولا يؤثر على صلاته
شيئا.
ب- أن يطمئن إلى هذا الرياء ولا يدافعه; فحينئذ
تبطل جميع____العبادة، لأن آخرها مبني على أولها ومرتبط به.
مثال ذلك : رجل قام يصلي ركعتين مخلصا لله، وفي
الركعة الثانية طرأ عليه الرياء لإحساسه بشخص ينظر إليه، فاطمأن لذلك ونزع إليه،
فتبطل صلاته كلها لارتباط بعضها ببعض.
* الثالث : ما يطرأ بعد انتهاء العبادة، فإنه
لا يؤثر عليها شيئا، اللهم إلا أن يكون فيه عدوان، كالمن والأذى بالصدقة، فإن هذا
العدوان يكون إثمه مقابلا لأجر الصدقة فيبطلها،
لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا
تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}، [البقرة: من الآية264] .
وليس من الرياء أن يفرح الإنسان بعلم الناس بعبادته،
لأن هذا إنما طرأ بعد الفراغ من العبادة.
وليس من الرياء أيضا أن يفرح الإنسان بفعل الطاعة
في نفسه، بل ذلك دليل على إيمانه،
قال النبي: "من سرته حسناته وساءته سيئاته،
فذلك المؤمن، ." [حم ت]
وقد سئل النبي عن ذلك، فقال : "تلك عاجل بشرى
المؤمن." [م]." اهـ كلام الشيخ العثيمين _رحمه الله_
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (8/ 3333)
قَالَ الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ: الرِّيَاءُ
مُشْتَقٌّ مِنَ الرُّؤْيَةِ، وَالسُّمْعَةِ مِنَ السَّمَاعِ، وَإِنَّمَا
الرِّيَاءُ أَصْلُهُ طَلَبُ الْمَنْزِلَةِ فِي قُلُوبِ النَّاسِ بِإِرَائِهِمُ
الْخِصَالَ الْمَحْمُودَةَ،
فَحَدُّ الرِّيَاءِ : هُوَ
إِرَاءَةُ الْعِبَادَةِ بِطَاعَةِ اللَّهِ _تَعَالَى_، فَالْمُرَائِي هُوَ
الْعَابِدُ، وَالْمُرَاءَى لَهُ هُوَ النَّاسُ، وَالْمُرَاءَى بِهِ هُوَ
الْخِصَالُ الْحَمِيدَةُ، وَالرِّيَاءُ هُوَ قَصْدُ إِظْهَارِ ذَلِكَ." اهـ[4]
قواعد الأحكام في مصالح الأنام (1/ 147) :
[فَصْلٌ فِي بَيَانِ التَّسْمِيعِ فِي
الْعِبَادَاتِ وَأَنْوَاعِ الطَّاعَاتِ]
وَهُوَ ضَرْبَانِ :
أَحَدُهُمَا : تَسْمِيعُ الصَّادِقِينَ وَهُوَ أَنْ
يَعْمَلَ الطَّاعَةَ خَالِصَةً لِلَّهِ، ثُمَّ يُظْهِرُهَا وَيُسْمِعُ النَّاسَ
بِهَا لِيُعَظِّمُوهُ وَيُوَقِّرُوهُ وَيَنْفَعُوهُ وَلَا يُؤْذُوهُ. وَهَذَا
مُحَرَّمٌ وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ
بِهِ. وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللَّهُ بِهِ، وَهَذَا تَسْمِيعُ الصَّادِقِينَ» .
الضَّرْبُ الثَّانِي: تَسْمِيعُ الْكَاذِبِينَ
وَهُوَ أَنْ يَقُولَ صَلَّيْت وَلَمْ يُصَلِّ، وَزَكَّيْت وَلَمْ يُزَكِّ، وَصُمْت
وَلَمْ يَصُمْ، وَحَجَجْت وَلَمْ يَحُجَّ، وَغَزَوْت وَلَمْ يَغْزُ. فَهَذَا
أَشَدُّ ذَنْبًا مِنْ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ زَادَ عَلَى إثْمِ التَّسْمِيعِ إثْمَ
الْكَذِبِ، فَأَتَى بِذَلِكَ___مَعْصِيَتَيْنِ قَبِيحَتَيْنِ، بِخِلَافِ
الْأَوَّلِ فَإِنَّهُ آثِمٌ إثْمَ التَّسْمِيعِ وَحْدَهُ. وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ: «الْمُتَسَمِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطِ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ» .
وَكَذَلِكَ لَوْ رَاءَى بِعِبَادَاتٍ ثُمَّ سَمَّعَ
مُوهِمًا لِإِخْلَاصِهَا فَإِنَّهُ يَأْثَمُ بِالتَّسْمِيعِ وَالرِّيَاءِ
جَمِيعًا. وَإِثْمُ هَذَا أَشَدُّ إثْمًا مِنْ الْكَاذِبِ الَّذِي لَمْ يَفْعَلْ
مَا سَمَّعَ بِهِ، لِأَنَّ هَذَا أَثِمَ بِرِيَائِهِ وَتَسْمِيعِهِ وَكَذِبِهِ
ثَلَاثَةَ آثَامٍ.
وَمَنْ أَمِنَ الرِّيَاءَ لِقُوَّةٍ فِي دِينِهِ
فَأَخْبَرَ بِمَا فَعَلَهُ مِنْ الطَّاعَاتِ لِيَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِ، كَانَ
لَهُ أَجْرُ طَاعَتِهِ الَّتِي سَمَّعَ بِهَا وَأَجْرُ تَسَبُّبِهِ إلَى
الِاقْتِدَاءِ فِي تِلْكَ الطَّاعَاتِ الَّتِي سَمَّعَ بِهَا عَلَى اخْتِلَافِ
رُتَبِهَا." اهـ
فتح الباري لابن حجر (11/ 337)
"وَفِي الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ
إِخْفَاءِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ لَكِنْ قَدْ يُسْتَحَبُّ إِظْهَارُهُ مِمَّنْ
يُقْتَدَى بِهِ عَلَى إِرَادَتِهِ الِاقْتِدَاءَ بِهِ وَيُقَدَّرُ ذَلِك بِقدر
الْحَاجة.
قَالَ بن عَبْدِ السَّلَامِ : "يُسْتَثْنَى
مِنِ اسْتِحْبَابِ إِخْفَاءِ الْعَمَلِ مَنْ يُظْهِرُهُ لِيُقْتَدَى بِهِ أَوْ
لِيُنْتَفَعَ بِهِ كَكِتَابَةِ الْعِلْمِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلٍ الْمَاضِي فِي
الْجُمُعَةِ : "لِتَأْتَمُّوا بِي وَلْتَعْلَمُوا صَلَاتِي."
قَالَ الطَّبَرِيُّ :
"كَانَ بن عمر وبن مَسْعُودٍ وَجَمَاعَةٌ مِنَ
السَّلَفِ يَتَهَجَّدُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَيَتَظَاهَرُونَ بِمَحَاسِنِ
أَعْمَالِهِمْ لِيُقْتَدَى بِهِمْ."
قَالَ : "فَمَنْ كَانَ إِمَامًا يُسْتَنُّ
بِعَمَلِهِ عَالِمًا بِمَا لِلَّهِ عَلَيْهِ قَاهِرًا لِشَيْطَانِهِ اسْتَوَى مَا
ظَهَرَ مِنْ عَمَلِهِ وَمَا خَفِيَ لِصِحَّةِ قَصْدِهِ، وَمَنْ كَانَ بِخِلَافِ
ذَلِكَ، فَالْإِخْفَاءُ فِي حَقِّهِ أَفْضَلُ، وَعَلَى ذَلِكَ جَرَى عَمَلُ
السَّلَفِ،
فَمِنَ الْأَوَّلِ : حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ
سَلِمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ فَقَالَ إِنَّهُ
أَوَّابٌ قَالَ فَإِذَا هُوَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ أَخْرَجَهُ
الطَّبَرِيُّ،
وَمِنَ الثَّانِي : حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَجَهَرَ
بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا
تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبك." أخرجه احْمَد وبن أبي خَيْثَمَة وَسَنَده حسن."
اهـ
============================
28
- (7) [صحيح لغيره] وعن معاذ بن جبل عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ - قال: "ما من عبدٍ يقومُ في الدنيا مقامَ سُمعَةٍ ورياءٍ إلا
سمَّع اللهُ به على روس الخلائقِ يومَ القيامة". رواه الطبراني بإسناد حسن. |
ترجمة معاذ بن جبل _رضي الله عنه_:
قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب
بن عمرو ابن أُدَى بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن يزيد بن جُشَم[5]
بن الخزرج الأنصارى الخزرجى : أبو عبد الرحمن المدنى ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم . اهـ
.
مناقبه :
قال : وهو أحد
السبعين الذين شهدوا العقبة من
الأنصار ،
وآخى رسول
الله صلى الله عليه وسلم بينه و بين عبد الله بن مسعود ، قال الواقدى : هذا ما لا
اختلاف فيه عندنا .
وقال ابن إسحاق : آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن جبل
و جعفر بن أبى طالب ، أسلم وهو ابن ثمانى عشرة سنة ،
و شهد بدرا و العقبة و المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال قتادة عن أنس بن مالك : جَمَعَ القرآن على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار : أبى بن كعب ، و معاذ بن جبل
، و زيد بن ثابت ، و أبو زيد (قال أنس : أبو زيد أحد عمومتى).
وفاة معاذ :
وقال محمد بن إسحاق ، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأبو عبيد، وأبو
عمر الضرير، وعمرو بن علي، وآخرون : مات سنة ثمانى عشرة . وقبره بـ(غور
بيسان) في شرقية.
تخريج الحديث :
أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص: 108) (رقم : 212)،
والبزار في مسنده = البحر الزخار (7/ 101) (رقم : 2657)، والطبراني في المعجم
الكبير (20/ 119) (رقم : 237)، وفي مسند الشاميين (2/ 122) (رقم : 1031)[6]
من فوائد الحديث :
فتح الباري لابن حجر (11/ 337)
وَفِي الْحَدِيثِ اسْتِحْبَابُ إِخْفَاءِ الْعَمَلِ
الصَّالِحِ لَكِنْ قَدْ يُسْتَحَبُّ إِظْهَارُهُ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِهِ عَلَى
إِرَادَتِهِ الِاقْتِدَاءَ بِهِ وَيُقَدَّرُ ذَلِك بِقدر الْحَاجة.
قَالَ بن عَبْدِ السَّلَامِ : "يُسْتَثْنَى
مِنِ اسْتِحْبَابِ إِخْفَاءِ الْعَمَلِ مَنْ يُظْهِرُهُ لِيُقْتَدَى بِهِ أَوْ
لِيُنْتَفَعَ بِهِ كَكِتَابَةِ الْعِلْمِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ سَهْلٍ الْمَاضِي فِي
الْجُمُعَةِ : "لِتَأْتَمُّوا بِي وَلْتَعْلَمُوا صَلَاتِي."
قَالَ الطَّبَرِيُّ :
"كَانَ بن عمر وبن مَسْعُودٍ وَجَمَاعَةٌ مِنَ
السَّلَفِ يَتَهَجَّدُونَ فِي مَسَاجِدِهِمْ وَيَتَظَاهَرُونَ بِمَحَاسِنِ أَعْمَالِهِمْ
لِيُقْتَدَى بِهِمْ."
قَالَ : "فَمَنْ كَانَ إِمَامًا يُسْتَنُّ
بِعَمَلِهِ عَالِمًا بِمَا لِلَّهِ عَلَيْهِ قَاهِرًا لِشَيْطَانِهِ اسْتَوَى مَا
ظَهَرَ مِنْ عَمَلِهِ وَمَا خَفِيَ لِصِحَّةِ قَصْدِهِ، وَمَنْ كَانَ بِخِلَافِ
ذَلِكَ، فَالْإِخْفَاءُ فِي حَقِّهِ أَفْضَلُ، وَعَلَى ذَلِكَ جَرَى عَمَلُ
السَّلَفِ،
فَمِنَ الْأَوَّلِ : حَدِيثُ حَمَّادِ بْنِ
سَلِمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ وَيَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالذِّكْرِ فَقَالَ إِنَّهُ
أَوَّابٌ قَالَ فَإِذَا هُوَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ أَخْرَجَهُ
الطَّبَرِيُّ،
وَمِنَ الثَّانِي : حَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَجَهَرَ
بِالْقِرَاءَةِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا
تُسْمِعْنِي وَأَسْمِعْ رَبك." أخرجه احْمَد وبن أبي خَيْثَمَة وَسَنَده حسن."
اهـ
مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل (ص: 80_83) لابن
عبد السلام :
"يُورث الرِّيَاء خِصَالًا مذمومة،
مِنْهَا : حب الرياسة، والمباهاة بِالْعلمِ وَالْعَمَل، والتفاخر بِالدّينِ
وَالدُّنْيَا، ومحبة الْعُلُوّ، وَالتَّكَاثُر بِالْمَالِ
وَغَيرِه من أُمُور الدُّنْيَا وبالعلم وَالْعَمَل،
والتحاسد عَلَيْهِمَا من غير مُنَافَسَة بل خوفًا من____أَن ينَال من
يحاسده من الْمنزلَةِ وَالْحَمْدِ، لَا يَنَالهُ هُوَ، ورد الْحق على من أَمر بِهِ،
أَو نَاظر فِيهِ لِئَلَّا يُقَال : "هُوَ أعلم مِنْهُ"، وَحب الْغَلَبَة
فِي المناظرة، وَترك تعلم من يحْتَاج إِلَى تَعْلِيمه.
* وَحب الرياسة : أَن
يحب التَّعْظِيم والإجلال وتسخير الْعباد والاحتقار بهم وان لَا يُرَدَّ عَلَيْهِ
شَيْءٌ من أَقْوَاله، وَأَن لَا يساوى فِي الْعلم بأمثاله وَأَن يصر على الْخَطَأ،
كي لَا تنكسر رياسته، وَإِن وعظ عنف وَإِن وعظ أنف.
* والمباهاة بِالْعلمِ : أَن
يخبر عَن نَفسه بِكَثْرَة الْحِفْظ والمواظبة عَلَيْهِ وَكَثْرَةِ عدَدِ مَنْ
لَقِي من الْمُحدثين والمبادرة بِالْجَوَابِ حِين يُسْأَل هُوَ أَو غَيره.
يُرِيد بذلك كُله أَن يَعْلُو على غَيره وَأَن يُعْلِمهُ
أَنه أعلمُ مِنْهُ، وَإِن أخبر بِحَدِيث ذكر أَنه يعرفهُ مباهاة.
* والمباهاة بِالْعَمَلِ : أَن
يحاضر من يعْمل عملا من أَعمال الْبر كَالصَّلَاةِ وَالْجهَاد وَغَيرهمَا،
فَيَأْتِي بِمثل مَا يَأْتِي بِهِ وَيزِيد عَلَيْهِ.
لَا يُرِيد بذلك إِلَّا تَعْرِيفَه أَنه أفضل
مِنْهُ. وَلَو خلا بِنَفسِهِ، لما فعل شَيْئا من ذَلِك.___
* وَأما المباهاة بالدنيا : فبأن
يزِيد على أَبنَاء جنسه بالأبنية والمآكل والمشارب والملابس والمناكح والأثاث
والخدم لَا يُرِيد بذلك إِلَّا أَن يفوق غَيره وَأَن يعرفهُ أَنه أفضل مِنْهُ فِي
ذَلِك
* والمفاخرة : كالمباهاة،
وتزيد عَلَيْهَا بِأَن يذكر مَا فَضله بِهِ تَعْظِيمًا لنَفسِهِ وتحقيرا لصَاحبه،
مثل :
"أَن يَقُول : (كم سَمِعت أَنْت، وَهل تُحْسِنُ
شَيْئا، وَمَا تَقول فِي مَسْأَلَة كَذَا وَكَذَا)،
أَو يَقُوْلَ : (مَا يحسن فلَان مِثْل مَا أُحْسِنُ،
وَلَا قَامَ مقَامي قطُّ فِي حَرْب وَلَا فِي غَيره، وَكم تحفظ من الحَدِيث، وَمن
لقِيت من الشُّيُوخ وَمن أدْركْت من الْعلمَاء؟)
* والمفاخرة
بالدنيا : كَقَوْلِه (أَنْت فَقير، وَلَا مَال لَك، وَكم ربحت وَأي شَيْء ملكت،
وعبدي ومولاي أغْنى مِنْك).
* وَالتَّكَاثُر
: كالمفاخرة، وَيزِيد عَلَيْهَا بالتعديد، مثل :
أَن يَقُول : (سَمِعت كَذَا وَكَذَا من الحَدِيث،
وغزوتُ وَحَجَجْتُ كَذَا وَكَذَا غَزْوَةً وَحجَّةً، وَأدْركت كَذَا وَكَذَا من
الْمَشَايِخ وَمَا أفطرت من كَذَا وَكَذَا.
فَإِن كَانَ المفاخر المكاثر فَطِنًا يحب أَن يحمد بِمَا فاخر بِهِ أَو كاثر ويخشى أَن يذم بالمفاخرة والمكاثرة عرض بالمفاخرة
والمكاثرة ليحصل على غرضيه
وَهَذِه الْأَخْلَاق الذميمة يُجَامع بَعْضهَا
بَعْضًا وَيزِيد بَعْضهَا على بعض،
وَلأَجل ذَلِك فرق الْكتاب وَالسّنة بَينهمَا فَفِي
الْكتاب : {وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ}
[الحديد: 20]____
وَفِي الحَدِيث : (من طلب الدُّنْيَا مفاخرا مكاثرا
مرائيا)[7]
وَمن الْأَخْلَاق الذميمة : الْحَسَدُ وَيكون مسببا
عَن الرِّيَاء وَغَيره، كَمَا يكون التفاخر وَالتَّكَاثُر كَذَلِك.
فالحسد أَن يتَمَنَّى زَوَال مَا فضل الله تَعَالَى
بِهِ غَيره عَلَيْهِ مَخَافَة أَن يعْتَقد النَّاس
فَضله عَلَيْهِ.
وَحب الْغَلَبَة يكون
عَن الرِّيَاء وَغَيره، فيحب أَن يغلب فِي المناظرة وَأَن يُخْطِئَ خَصْمُه فِيهَا
ليظْهر صَوَابه ليُعَظَّمَ بذلك، ويُوَقَّرَ أَكثر مِمَّا يعظَّم خَصمُه.
وَلَو أصَاب خَصمُه أَو ساواه فِي الْمُعَارضَة،
لساءه ذَلِك، ولطال همه وغمُّهُ، وَقد يتْرك السُّؤَالَ عَمَّا يلْزمه تعلُّمُه
أَو يُجيب بِمَا لَا يعلمهُ مَخَافَة أَن يُنْسَبَ إِلَى الْجَهْل بذلك. وَهَذَا
على الْحَقِيقَة تسميع بِالْعلمِ بِلِسَان الْحَال." اهـ
الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 62_63)
(الْكَبِيرَةُ الثَّانِيَةُ: الشِّرْكُ
الْأَصْغَرُ وَهُوَ الرِّيَاءُ) قَدْ شَهِدَ بِتَحْرِيمِهِ الْكِتَابُ
وَالسُّنَّةُ وَانْعَقَدَ عَلَيْهِ إجْمَاعُ الْأُمَّةِ.
أَمَّا الْكِتَابُ: فَمِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ
قَائِلًا : {الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ} [الماعون: 6] وَقَالَ تَعَالَى:
{وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [فاطر: 10] قَالَ
مُجَاهِدٌ: هُمْ أَهْلُ الرِّيَاءِ، وَقَالَ تَعَالَى: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110] أَيْ لَا يُرَائِي بِعَمَلِهِ وَمِنْ ثَمَّ
نَزَلَتْ فِيمَنْ يَطْلُبُ الْأَجْرَ وَالْحَمْدَ بِعِبَادَاتِهِ وَأَعْمَالِهِ،
وَقَالَ تَعَالَى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ
جَزَاءً وَلا شُكُورًا} [الإنسان: 9] .
وَأَمَّا السُّنَّةُ فَمِنْهَا مَا رَوَاهُ
أَحْمَدُ: «إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ____الرِّيَاءُ
يَقُولُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إذَا جَزَى النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ:
اذْهَبُوا إلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا اُنْظُرُوا هَلْ
تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً» ." اهـ[8]
============================
29
- (8) [صحيح موقوف] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مَنْ
راءى بشيءٍ في الدنيا من عملِه؛ وكَلَه اللهُ إليه يومَ القيامةِ، وقال: انظُرْ
هل يُغْني عنك شيئاً؟! رواه البيهقي موقوفاً (1). __________ (1) وضعفه الجهلة الثلاثة اعتباطاً. |
ترجمة عبد الله بن عباس -رضي
الله عنه-:
قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
القرشى الهاشمى ، أبو العباس المدنى، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم . كان
يقال له الحبر، والبحر، لكثرة علمه ، دعا له النبى صلى الله عليه وسلم بالحكمة
مرتين .
وفي صحيح البخاري (1/ 41) (رقم : 143)، و صحيح مسلم (4/ 1927) (رقم : 2477)
: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ
الخَلاَءَ، فَوَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا قَالَ: «مَنْ وَضَعَ هَذَا فَأُخْبِرَ
فَقَالَ : (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ)»
مصنف ابن أبي شيبة (6/ 383) (رقم : 32220) : عَنْ
عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود قال : «نِعْمَ، تُرْجُمَانُ الْقُرْآنِ ابْنُ عَبَّاسٍ»
ولد فى الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين .
و قال غير واحد ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : "توفى
النبى _صلى الله عليه وسلم_، وأنا ابن عشر سنين."
الأعلام للزركلي (4/ 95) للزِّرِكْلِيِّ:
وكف بصره في آخر عمره، فسكن الطائف، وتوفي بها. له
في الصحيحين وغيرهما (1660) حديثا.
و قال أبو نعيم ، و أبو بكر بن أبى شيبة ، و يحيى
بن بكير فى آخرين : مات سنة ثمان و ستين (68) هـ.
زاد يحيى [بن بكير] : "وهو ابن إحدى أو اثنتين
و سبعين (72 سنة)، وصلى عليه محمد ابن الحنفية."
وقال [يعني: يحيى بن بكير]: (اليوم مات رباني هذه
الأمة ، ومات بالطائف).
و مناقبه و فضائله كثيرة جدا . روى له الجماعة .
اهـ .
تخريج الحديث :
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9/ 163) (رقم :
6421)[9]
وفي شعب الإيمان (9/ 162) (رقم: 6420) : عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ:
* "كُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً
أَنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَمَا كَانَ مِنْهَا لَهُ
قَالَ: هَذَا لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَمَا كَانَ لِغَيْرِهِ قَالَ: «اطْلُبُوا ثَوَابَ هَذَا مِمَّنْ عَمِلْتُمُوهُ لَهُ»،
* وَكُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً :
أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا حُبِسَ بِمَرَضٍ، قَالَ
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُ فِي
صِحَّتِهِ حَتَّى أَقْبِضَهُ أَوْ أُخَلِّي سَبِيلَهُ،
* وَكُنَّا نُحَدَّثُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً:
أَنَّ مَنْ مَرِضَ مَرَضًا، أَشْرَفَ فِيهِ عَلَى
نَفْسِهِ، كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ." اهـ
شعب الإيمان (9/ 157) للبيهقي:
"قَالَ الْحَلِيمِيُّ _رَحِمَهُ اللهُ_:
"فَثَبَتَ بِالْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ: أَنَّ كُلَّ عَمَلٍ أَمْكَنَ أَنْ
يُرَادَ بِهِ وَجْهُ اللهِ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ لِمُجَرَّدِ التَّقَرُّبِ بِهِ
إِلَيْهِ وَابْتِغَاءِ رِضْوَانِهِ حَبِطَ، وَلَمْ يَسْتَوْجِبْ بِهِ ثَوَابًا."
اهـ
مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل (ص: 84) للعز ابن
عبد السلام :
"فَائِدَة فِي عَلامَة الرِّيَاء فِي
نفس الْإِنْسَان
من أَرَادَ أَن يعلم من نَفسه أَنه مراء أَو مخلص
فعلامة كَونه مرائيا أَن يحب الْحَمد على الطَّاعَة، وَيكرهَ الذَّم، فيفعلَ
الطَّاعَة خوفًا من الذَّم.
وَإِذا أخْلص الْعَمَل لله تَعَالَى أَو علم علما
لَا يَعْلَمُهُ النَّاس، لم يقنع بِعلم الله مِنْهُ ذَلِك وهاج قلبه لمحبة إطلاع
النَّاس عَلَيْهِ.
فَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيْهِ مَنْ يَمْدَحُه على
ذَلِك.
وَإِن طَالب نَفسه بِطَاعَةٍ خُفْيَةً، ثقلت
عَلَيْهِ، وَلم تطاوعه على ذَلِك، وَلَا تتمنى طَاعَة لَا يعلم بهَا أَحَدٌ،
وينفى الرِّيَاء بِأَن يعْمل العَبْدُ الْعَمَلَ،
لَا يُرِيد بِهِ إِلَّا الله تَعَالَى اقتصارا على علم الله الَّذِي بِيَدِهِ
النَّفْعُ والضُّرُّ،
فقد يعْمل الْعَمَل فِي السِّرّ بجوارحه أَو
بِقَلْبِه كالفكر الَّذِي يهيج الْبكاء وَالْأَحْزَان فتجزع نَفسُه من خَفَاء
ذَلِك عَن النَّاس، فَتَقول لَهُ: (كَيفَ تخفي مثل هَذِه الْفَضِيلَة عَن النَّاس،
وَلَو علمُوا بهَا، لقمت عِنْدهم مقَاما عَظِيما)،
وَلَا يعلم العَبْد أَن فِي ذَلِك ضعة قدره عِنْد
ربه حَتَّى يلْزم قلبه الْإِخْلَاص، فيقنع بِعلم____الله تَعَالَى،
فَإِن اطلع عَلَيْهِ منع قلبه من الارتياح إِلَى
اطلاعهم عَلَيْهِ، فَإِن غلبته على الارتياح رد عَلَيْهَا بِالْكَرَاهَةِ والإباء،
وَامْتنع من الركون إِلَيْهِ، وَلَا يزَال حذرا حَتَّى يفرُغَ من الْعَمَل. فَإِذا
فرغ من الْعَمَل، منع نَفسه من طلب التسميع بِهِ.
فَإِن كَانَ الْعَمَل ظَاهرا كتشييع الْجَنَائِز
وَطلب الْعلم والتطوع يَوْم الْجُمُعَة فِي الْمَسْجِد، فليوطن نَفسه على أَن تقنع
بِعلم الله _تَعَالَى_، وَلَا ينظر إِلَى علم من لَا يضر وَلَا ينفع وَلَا يلْتَفت
إِلَيْهِ." اهـ
============================
صحيح
الترغيب والترهيب (1/ 119) 30 - (9) [حسن] وعن رُبَيْحِ بنِ عبدِ الرحمن بن أبي سعيدٍ
الخدري عن أبيه عن جده قال : "خرج
علينا رسولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ونحن نتذاكَر المسيحَ
الدَّجال، فقال
: "ألا أخبِرُكم بما هو أخوفُ عليكم عندي من المسيحِ الدجالِ؟
". فقلنا:
بلى يا رسولَ اللهِ! فقال
: "الشركُ الخفيُّ؛ أن يقومَ الرجلُ فيصلِّي، فَيُزَيِّنُ
صلاتَه لما يرى من نظرِ رجلٍ". رواه ابن ماجه والبيهقي. (رُبَيْح) بضم الراء وفتح الباء الموحدةِ بعدها ياء آخر الحروف
وحاء مهملة. ويأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.[10] |
تخريج الحديث :
أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1406) (رقم : 4204)، وأحمد
في مسنده (17/ 354) (رقم : 11252)، وحنبل بن إسحاق الشيباني في الفتن (ص: 136)
(رقم : 30)، وأبو جعفر الطبري في "تهذيب الآثار" - مسند عمر (2/ 794)
(رقم : 1117)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (4/ 365) (رقم : 7936)، والبيهقي
في شعب الإيمان (9/ 155) (رقم : 6413)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (5/ 35) (رقم
: 1781).
شرح الحديث وفوائده :
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 90_91)
للفوزان:
"والرياء على قسمين:
القسم الأول: شركٌ أكبر وهو: إذا كان قصد الإنسان
بجميع أعماله مراءاة النّاس، ولا يقصد وجه الله أبداً، وإنما يقصد العيش مع
المسلمين، وحقن دمه، وحفظ ماله، فهذا رياء المنافقين، وهو شركٌ أكبر، قال الله
تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا
قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ
اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (142) } ، وهذا لا يصدر من مؤمن.
القسم الثاني: قد يصدر من مؤمن، ويكون في بعض
الأعمال، وهو: أن يكون العمل فيه قصدٌ لله وفيه قصدٌ لغير الله.
وهذا هو الشرك الأصغر.
وهذا النوع من الرياء له ثلاثة حالات:
الحالة الأولى: إن
كان مقصوداً في العمل من أوله واستمرّ معه إلى آخره فإنّ هذا عملٌ مردود، لا يقبله
الله سبحانه وتعالى. فمن صلّى لله وهو يحب أن يُمدح وأن يُثنى عليه، واستمرّ معه
الرياء إلى آخر صلاته؛ فهذا لا تُقبل منه صلاته، بدليل الحديث الآتي.
الحالة الثانية: أن
يكون أصل العمل لله ثمّ يطرأ عليه الرياء. فهذا إن تاب منه صاحبه في الحال ودفعه،
وأخلص العمل لله؛ فإنه لا يضر صاحبه قولاً واحداً، لأن أصل العمل لله وطرأ الرياء،
ثمّ دفعه وأخلص العمل لله وعاد إلى الإخلاص، فهذا لا يضرُّه.____
الحالة الثالثة: أن يطرأ في أثناء العمل ويستمر
معه. فهذا موضع خلاف بين أهل العلم؛ منهم من قال: إنه يحبط العمل كالنوع الأول،
ومنهم من قال: إنه يثاب على قدر نيّته لله في هذا العمل. ذكر هذا التفصيل الحافظ
ابن رجب في شرح الأربعين." اهـ
حاشية السندي على سنن ابن ماجه (2/ 550) :
"فَإِنَّهُ[11]
شِرْكٌ لَا يَظْهَرُ لِلنَّاسِ أَنَّهُ شِرْكٌ، بَلْ يَظْهَرُ لَهُمْ أَنَّهُ
صَلَاحٌ."
الأخلاق الزكية في آداب الطالب المرضية (ص: 50) لأحمد بن يوسف بن محمد الأهدل :
"وهو في غاية من الخفاء لأنه أدق من
دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء- أي على الحجر الأملس- في الليلة الظلماء.
ولهذا جاء في الحديث: «الشرك في هذه الأمة أخفى من
دبيب النملة السوداء على صَفاةٍ سوداء في ظُلمة الليل»[12]."
اهـ
خطوات إلى السعادة (ص: 21) لعبد المحسن بن محمد بن عبد الرحمن القاسم القحطاني :
"مداخل الشيطان على العبد عديدة ويلبس
كل صنف لبوسهم فيؤُزُّ التجارَّ إلى أكل الربا، ويزين للنساء أمور الزينة المحرمة،
ويدخل على الصالحين من باب الرياء. قال الطيبي عن الرياء: "وهو من أضر غوائل
النفس وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق
الآخرة". وهو من أخفى الأبواب وأضرها على العبد...والصالح إذا كان يرائي بعمله
يعذب في الآخرة قبل غيره". اهـ
تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو
حق الله على العبيد (ص: 460_461) :
"فسر الشرك الخفي بهذا أن يعمل الرجل
العمل لله، لكن يزيد فيه صفة كتحسينه وتطويله ونحو ذلك، لما يرى من نظر رجل،
فهذا هو الشرك الخفي، وهو الرياء،
والحامل له على ذلك:
هو حب الرياسة، والجاه عند الناس.
قال الطِّيْبِيُّ: وهو من أضر غوائل النفس، وبواطن
مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد، والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة،
فإنهم مهما قهروا أنفسهم، وفطموها عن الشهوات، وصانوها عن الشبهات، عجزت نفوسهم عن
الطمع في المعاصي الظاهرة، الواقعة على الجوارح، فطلبت الاستراحة إلى التظاهر
بالخير، وإظهار العلم والعمل، فوجدت مخلصًا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند
الخلق، ولم تقنع باطلاع الخالق تبارك وتعالى، وفرحت بحمد الناس، ولم تقنع بحمد
الله وحده، فأحب مدحهم،___وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل،
فأصابت النفس في ذلك أعظم اللذات، وأعظم الشهوات.
وهو يظن أن حياته بالله تعالى وبعبادته، وإنما حياته هذه الشهوة الخفية التي تعمى
عن دركها العقول الناقدة،
قد أثبت اسمه عند الله من المنافقين، وهو يظن أنه
عند الله من عباده المقربين. وهذه مكيدة للنفس لا يسلم منها إلا الصديقون، ولذلك
قيل: (آخر ما يخرج من رؤوس الصديقين حب الرياسة). انتهى كلامه.
وفي الحديث من الفوائد:
* شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم،
* وأن الرياء أخوف على الصالحين من فتنة الدجال،
* والحذر من الرياء ومن الشرك الأكبر، إذ كان _صلى
الله عليه وسلم_ يخاف الرياء على أصحابه مع علمهم وفضلهم، فغيرهم أولى بالخوف."
اهـ
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 96)
قال: "وفي الحديث" أي الحديث الذي رواه
أحمد والطبراني والبيهقي أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
لأصحابه: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، الرسول صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول لأبي بكر وعمر ولسادات المهاجرين والأنصار، الذين بلغوا
القمّة في التّوحيد والإيمان والجهاد في سبيل الله، ومع هذا الرسول يخاف عليهم،
فمن يأمن بعد هؤلاء؟: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر"، فسئل عنه
فقال: "الرياء" هذا دليل على اهتمام الصحابة في الأمر، والرياء معناه:
أن الإنسان يتصنّع أمام الناس بالتقوى، والعمل الصالح، وإتقان الصلاة، وغير ذلك،
من أجل أن يمدحوه، فالرياء من الرؤية أن يحب الإنسان أن يراه الناس وهو يعمل العمل
الصالح من أجل أن___يمدحوه، والسُّمعة أن يحب الإنسان أن الناس يسمعون كلامه
ويسمعون عمله ويمدحونه، فالرياء لما يُرى من الأعمال، والسُّمعة لما يسمع منها."
اهـ
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 97)
يمدحوه، والسُّمعة أن يحب الإنسان أن الناس يسمعون
كلامه ويسمعون عمله ويمدحونه، فالرياء لما يُرى من الأعمال، والسُّمعة لما يسمع
منها.
والرياء شرك خفي، لأن الشرك على نوعين: شرك ظاهر
وشرك خفي.[13]
الشرك الظاهر:
الذي يتمثل في الأعمال والأقوال، بأن يدعو غير الله، أو يذبح لغير الله، أو يستغيث
بغير الله، هذا ظاهر يراه الناس ويسمعونه،
لكن هناك شرك خفي:
لا يدري عنه الناس، لأنه في القلب، لا يعلمه إلاَّ الله سبحانه وتعالى، وهو الشرك
في النيّة والإرادة، فالإنسان إذا سَلِم من الشرك الأكبر فإنه قد لا يسلم من الشرك
الأصغر الذي يكون في القلوب، وهذا مما يُعطي المؤمن الحذر الشديد.
والرياء من صفات المنافقين، يقول الله تعالى في
المنافقين: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا
قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ
اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (142) } والله تعالى توعّد المرائين، قال تعالى: {فَوَيْلٌ
لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ
يُرَاؤُونَ (6) } فوعدهم الله بالويل، وجاء في الحديث أن الله يقول للمرائين يوم
القيامة: "اذهبوا إلى الذين كنتم تراءونهم في الدنيا هل تجدون عندهم
جزاءً".
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (1/ 97)
فهذا الحديث فيه الخوف من الشرك، لأن النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خافه على سادات المهاجرين والأنصار، وعلى أفضل هذه
الأمة، فكيف بمن دونهم، وإذا كان هذا في الشرك الأصغر الذي لا يُخرج من الملّة
فكيف بالشرك الأكبر- والعياذ بالله-.
وفيه دليل على وجوب إخلاص النية لله عزّ وجلّ، وان
الإنسان لا يقصد مدح الناس أو ثناء الناس أو مطامع دنيا بأعماله الصالحة، وإنما
يخلص النيّة لله عزّ وجلّ، يريد وجه الله، فإن عَمِل من أجل الرياء فعمله باطل.
فهذا الحديث يدل:
أولاً: على الخوف من الشرك.
ثانياً: أن الرياء شرك، ومعناه- كما ذكرنا-: أن يحب
الإنسان أن يراه الناس على الطاعة فيُثنوا عليه بها.
وثالثاً: أن الرياء شرك خفي، لا يعلمه الناس، وإنما
الله جل وعلا هو الذي يعلمه، لأنه في القلوب." اهـ
الملخص في شرح كتاب التوحيد (ص: 45)
لكمال شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
ورحمته بأمته ونصحه لهم بحيث لم يترك خيراً إلا دلهم عليه ولا شراً إلا حذّرهم
منه، ومن الشر الذي حذّر منه الظهور بمظهر العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه
شركٌ في العبادة -وهو وإن كان شكاً أصغرَ فخطره عظيم، لأنه يحبط العمل الذي قارنه-
ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرئاسة والمنزلة في قلوب الخلق إلا من سلَّم
الله كان هذا أخوف ما يُخاف على الصالحين -لقوة الداعي إليه- بخلاف الداعي إلى
الشرك الأكبر، فإنه إما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين، وإما ضعيف.
الملخص في شرح كتاب التوحيد (ص: 46)
ما يستفاد من الحديث:
1- شدة الخوف من الوقوع في الشرك الأصغر،
وذلك من وجهين:
الأول: أن الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- تخوَّف من وقوعه تخوفاً شديداً.
الثاني: أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
تخوَّف من وقوعه في الصالحين الكاملين فمن دونهم من باب أولى.
2- شدة شفقته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.
3- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر -فالأكبر
هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، والأصغر هو ما أتى في النصوص
أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر- والفرق بينهما:
أ-أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل
الذي قارنة.
ب- أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب
الخلود في النار.
ج- أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن
الملة.
[1] وقال أبو نصر البخاري الكلاباذي (المتوفى: 398هـ) في
"الهداية والإرشاد في معرفة أهل الثقة والسداد" (2/ 586) :
"وَقَالَ الْوَاقِدِيّ : أَبُو عَمْرو الْأَشْجَعِيّ الشَّامي." اهـ
[2] وفي “تاريخ دمشق” لابن عساكر (47/ 36) (رقم : 5456) :
“عوف بن مالك أبو عبد الرحمن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو حماد،
ويقال: أبو عبد الله، الأشجعي الغطفاني، شهد الفتح،
ويقال: كانت معه راية أشجع وكانت داره بدمشق عند السوق الغزل العتيق." اهـ
[3] قال عباس بن محمد بن أحمد بن السيد
رضوان المدني الشافعي (المتوفى: 1346هـ) في مختصر فتح رب الأرباب بما أهمل
في لب اللباب من واجب الأنساب (ص: 21) : "الدهلوي : لدهلي بلدة بالهند كانت
دار الملك." اهـ
وقال
المعلمي في تعليقه على الأنساب للسمعاني (5/ 425) :
(الدِّهْلِىُّ) بكسر فسكون، والمتأخرون يقولون : الدهلوي. وكلتاهما
نسبةٌ إلى دهلي عاصمة الهند منها، كما في التوضيح وغيره «الحافظ نجم الدين أبو
محمد سعيد بن عبد الله الدهلى [ثم] البغدادي...... توفى سنة سبع وأربعين وسبعمائة
وكان محدثا متقنا مؤرخا....» راجع تعليق الإكمال 3/ 403 و 404." اهـ
[4] وفي فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام ط المكتبة الإسلامية
(6/ 356) :
"تعريف الرياء لغة وشرعاً:
والرياء:
مصدر راءى يرائي يرياءً كجاهد يجاهد جهاداً، هل هناك مصدر آخر لراءى؟
نعم
مراءاة كما أن جاهد له مصدر آخر وهو مجاهدة فما هو الرياء؟
الرياء:
أن يحسن الإنسان عبادته ليراه الناس فيتقرب إليهم بذلك، وإن شئت فقل: أن يظهر
الإنسان عبادته ليراه الناس فيمدحوه بذلك سواء أظهرها على وجه حسن أو على وجه عادي
وسمي رياء؛ لأن الإنسان يراعي فيه رؤية الناس، وهل إذا كان يقول قولاً فيظهره
للناس من أجل أن يمدحوه عليه هل يدخل في هذا؟ نعم يدخل لأن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: "من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به". اهـ
[5] وفي الأنساب للسمعاني (3/ 278) : الجُشَمِىّ : بضم الجيم وفتح
الشين وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قبائل منها جشم بن الخزرج." اهـ
[6] سيأتي في صحيح الترغيب والترهيب (2/ 116) (رقم : 1332)
[7] حديث ضعيف : أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 467) (رقم : 22186)، وإسحاق بن راهويه
في مسنده (1/ 353) (رقم : 352)، وعبد بن حميد في المنتخب (ص: 418) (رقم : 1433)،
وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (1/ 168) (رقم : 32) والطبراني في مسند
الشاميين (4/ 330) (رقم : 3465)، والبيهقي في شعب الإيمان (13/ 18) (رقم : 9890)،
وفي الأربعين الصغرى (ص: 114) (رقم : 62)، وأبو نعيم في حلية الأولياء وطبقات
الأصفياء (3/ 110) و (8/ 215). وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة
والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (3/ 119) (رقم : 1032)
[8] ثم ذكر حديثنا.
[9] كثيرا ما أطلق المنذي نسبة الحديث إلى البيهقي، ومراده : البيهقي
في شعب الإيمان.
[10] ربيح بن عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى المدنى،
يقال: سعيد (وربيح لقَبٌ)، من الطبقة السابعة
(من كبار أتباع التابعين)، روى له: أبو داود، والترمذي في الشمائل، وابن
ماجه. بين الحافظ أنه مقبول.
[11] يعني: الرياء
[12] أخرجه الحكيم الترمذي،
انظر: صحيح الجامع (3/ 233) وتخريج الطحاوية للأرنؤوط (ص83).
[13] وفي إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد (2/ 89)
للفوزان: "ولَمّا كان الشرك على نوعين: شركٌ ظاهر، وشرك خفي.
فالشرك الظاهر: هو ما يكون في الأعمال الظاهرة كالذي
يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله أو يستغيث بغير الله إلى غير ذلك من أنواع الشرك
الأكبر الذي يراه النّاس ويسمعونه.
أما النوع الثاني: وهو الشرك الخفي، فهذا لا يراه
النّاس ولا يعلمونه؛ لأنه في القلوب.
فالشرك
الأول يكون في الأعمال الظاهرة، وهذا في النيّات والمقاصد القلبية التي لا يعلمها
إلاَّ الله سبحانه وتعالى." اهـ
Komentar
Posting Komentar